تسجيل ارتفاع أعداد المصابين بمرض "السل" في العام الماضي
2012/3/20
الديوانية/ تحسين الزرگاني
كشفت دائرة صحة الديوانية(180كم جنوب بغداد) عن تسجيل ارتفاع أعداد المصابين بمرض السل "التدرن" خلال العام الماضي ،نتيجة ازدياد الوعي الثقافي لدى المواطنين ومراجعاتهم إلى العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية في الديوانية.
وقال مدير العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية في الديوانية الدكتور حسن شريف اليوم إن " أعداد المصابين سجلت هذا العام زيادة نتيجة زيادة الوعي الثقافي واستخدام الوسائل الحديثة للكشف عن المرض".
وأطلقت العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية في الديوانية بالتعاون مع المدونين العراقيين في الديوانية، اليوم اول فعالياتها للاحتفال بيوم التدرن العالمي الذي يستمر اسبوعا واحدا ،بالندوة العلمية الثقافية في مصنع نسيج الديوانية تحت شعار "دحر السل في حياتي".
وأضاف ان "التشخيص المبكر للمرض كفيل بشفاء المصاب منه ، وعلى المصاب عدم الخجل من اعلان إصابته لأنه قابل للشفاء شأنه شأن الامراض التنفسية الأخرى ان التزم المصاب بأخذ العلاج طيلة الفترة المخصصة، التي تمتد بين ستة وتسعة أشهر".
وأوضح شريف ان "اقامة الورشة في مصنع نسيج الديوانية تهدف إلى تعريف العاملين فيه على اعراض المرض وطرق الكشف عنه وكيفية الوقاية منه، لأن البيئة فيه مهيأة لنمو عصيات كوخ المسببة للمرض".
وأصاب التدرن الإنسان منذ فجر التاريخ ،وقد وجدت آثاره في مومياء الفرعون "توت عنخ آمون"، قبل خمسة آلاف عام، وعرفه العرب فوصفه ابن سينا في كتابه "القانون" وذكره الرازي في كتاب "الحاوي"، وبين علي بن عباس المجوسي انتقاله بالعدوى الأسرية والمجالسة، واكتشف البكتريولجي العالم الألماني "روبرت كوخ" المتفطرة السلية التي سميت بعصية كوخ نسبة له في 24/3/1882 في برلين.
وأكد شريف على ان "إصابة أعداد كثيرة من العاملين في معمل نسيج الديوانية أصبحت غير مؤثرة ، بعد ان تمت مباشرتهم بالعلاج ،وكان السبب في اصابتهم الظروف البيئية ، وملامسة المصابين إلى غيرهم ،أو عن طريق الجهاز التنفسي".
ولفت إلى أن "العطسة الواحدة تطلق مليون رذاذة كل واحدة منها تحمل مئات آلاف الجراثيم المسببة للمرض ، وعليه يجب ان يراجع المصاب بالسعال لمدة ثلاثة أسابيع العيادة الاستشارية لإجراء الفحوص المختبرية والشعاعية ليتأكد من سلامته من الاصابة بالتدرن".
من جهته قال مدير عام صحة الديوانية عدنان تركي علوان ان "العراق يعتمد على الاساليب الحديثة في التعامل مع المرض من حيث الادوية وطرق التواصل مع المصابين ، وإدراج قاعدة بيانات خاصة تضمن الوصل اليهم في حالة تسربهم من العلاج ،للسيطرة على المرض والحيلولة دون انتشاره وازدياد اعداد المصابين".
واستدرك ان "على وسائل الاعلام التقليدي والمجتمعي والمنظمات اخذ دورها الوطني كما فعل المدونين بنشر الوعي لدى المواطنين وتعريفهم بمخاطر المرض منذ ظهور اعراضه والتعامل معه كنزلات البرد او الانفلونزا القابلة للشفاء اذا ما التزم المصاب بفترة العلاج، على الرغم من الصور البشعة التي عرضت خلال الندوة".
فيما حذر عضو لجنة الصحة في مجلس محافظة الديوانية الدكتور ثامر ناجي من "تخلي وسائل الاعلام ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني عن دورها في نشر الوعي للحد من الاصابة بالتدرن، وعلينا اليوم العمل بروح الفريق الواحد للخلاص من هذا المرض الذي يمتد عمره إلى أكثر من خمسة آلاف سنة ، وعلى صحة الديوانية التنسيق مع الاعلام ورجال الدين للتعريف بمخاطر المرض وسهولة علاجه والقضاء عليه والاقتداء بتجارب الدول المتقدمة التي تنشر الوعي في المجتمع من خلال رجال الدين والمطربين والمشاهير لحث الناس على ضرورة الفحص الدوري لكشف المرض مبكراً".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنفت العراق بالمرتبة التاسعة من (130) بلدا في شرق البحر المتوسط ، وبالمرتبة (44) في العالم ،وهي نسبة مرتفعة جدا قياسا وموارد العراق المالية والاقتصادية.
ويرى مدير معمل نسيج الديوانية جواد مجيد ان "برنامج المدونين والعيادة الاستشارية للأمراض الصدرية في الديوانية ، قد حقق رسالة انسانية رائعة ،اتاحت للعاملين في المصنع فرصة الكشف المبكر عن المرض والاطمئنان لعلاجه والتعامل معه كحالة مرضية عادية، ونتمنى ان تأخذ وسائل الاعلام دورها وتكرر هذه التجربة الناجحة في المصنع والاماكن الاخرى التي تكون عرضة للإصابة بجرثومة السل".
فيما أكد الموظف في مصنع نسيج الديوانية ريسان حسين عاجل "انه وباقي الحاضرين معه سينقلون المعلومات القيمة التي تعرفوا عليها إلى زملائهم في العمل وجيرانهم وعوائلهم ،للتعريف بالمرض وتاريخه واعراض الاصابة به ، للحد من انتشاره ومن ثم القضاء عليه".
ويعاني المصاب بالتدرن من النحول وارتفاع في درجات الحرارة المصحوب بالتعرق ،والسعال وعدم استجابته للمضادات الحيوية ، وتنهي فعالية العدوى بعد ثلاثة أسابيع من البدء بالعلاج.
من جهته قال مدير العلاقات والاعلام في مصنع نسيج الديوانية خليل ابراهيم محمد إن "العاملين في المصنع بحاجة ماسة إلى مثل هذه الندوات كونهم اكثر عرضة للإصابة بالتدرن ، ونحن اليوم بحاجة إلى وقفة حقيقية للنهوض بالجانب الصحي من خلال اللقاءات المباشرة بين العاملين والاكاديميين وعلى الصحفيين والمدونين اخذ دورهم في نشر الوعي الثقافي بالمجتمع".
فيما لفتت مديرة شعبة تعزيزات الصحة الدكتورة علياء محمد إلى ان "الاعلام التقليدي والمجتمعي والتدوين اخذ دوره الحقيقي وتمكن من الخروج عن التقاليد البالية ، ليمارس دوره الانساني والوطني ، ويجمع الطبيب والمعرض للإصابة والمسؤول لإيجاد الحلول المناسبة التي من شأنها الحد من انتشار المرض، ونحن اليوم نعتمد بشكل مباشر على هذه الخطوات التي من خلالها نتمكن من النجاح في اداء مهمتنا الانسانية ورسالتنا للحفاظ على المجتمع ".
من جانبها قالت المدونة منار الزبيدي ان "مشاركتي اليوم مع زملائي المدونين في هذا البرنامج، لمعرفة تفاصيل أكثر عن المرض وتاريخه ،سيجعلنا نعمل معا من خلال فعاليات الاحتفال بيوم التدرن العالمي على نشر ما تعلمناه لنسهم معا في الحد من انتشار هذا المرض".
وكانت العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية قد اعلنت عن تسجيلها عدة اصابات في بيت واحد ، نتيجة التغاضي عن الاعراض وعدم الفحص او مراجعة الطبيب المختص، كما سجلت حالات طلاق جراء معرفة أحد الزوجين بمرض الاخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق