“ظاهرة الإدمان في الواقع المدرسي” كان محور النقاش في الندوة التي أقامها قسم الإرشاد والتوجيه التربوي في كلية التربية للبنات بجامعة القادسية لبحث سبل الحد من انتشار الإدمان بين صفوف الطلبة.
وناقش باحثون مختصون بمحاور طبية ونفسية واجتماعية وشرعية وقانونية مخاطر تنامي هذه الظاهرة وآثارها السلبية على المجتمع، ودور المثقفين والمسؤولين والإعلام التقليدي والمجتمعي في الحد من انتشارها خاصة بين أوساط الطلبة.
لا حياء في العلم
رئيس جامعة القادسية الدكتور إحسان كاظم القرشي يقول إن علينا إعادة النظر في تعديل مناهجنا الدراسية وهذا ما تم طرحه خلال الندوة التي أقيمت في بغداد بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف أن” علينا قول الحقيقة دائما بجرأة وكما ورد في بعض الأحاديث أن لا حياء بالدين والعلم، ولو أردنا حقا أن نقوم بمكافحة تلك الظاهرة إشاعة هذه الثقافة، وقول الحقيقة وبصراحة أني أتعاطى وانا مدمن لكي نتعالج من الإدمان ونعتبره مرضا كباقي الإمراض قابلا للشفاء”.
واستدرك “أن التعريف بالمخاطر والمضار وحده لا يكفي بل يتطلب منا توحيد الجهود وإشراك المسؤول ورجل الدين والباحث والطبيب والباحث الاجتماعي والإعلام التقليدي والصحافة المجتمعية ليسهم الجميع بالحد ومن ثم القضاء على ظاهرة التعاطي والإدمان”.
الموت الأسود
وبين الشيخ حافظ العبودي في بحثه “أن تعاطي المخدرات يعد واحدا من الإمراض الأخلاقية ، ولهذا كان التحريم السماوي حاضرا من خلال النصوص القرآنية التي حذرت من مثل هذه الموبقات ، فالله سبحانه أراد التكامل للإنسان من خلال عقله، فإذا خّمر العقل أو سكّر أو تم تعطيل وظائفه بسبب المخدرات، سيكون عاجزا عن العطاء غير قادر على التميز بين الخطأ والصواب وبذلك يكون هدم المجتمع”.
وأضاف أن “على رجال الدين واجب شرعي كبير في نصح المجتمع وتحذيره من الوقوع في معصية الخالق ، وتنبيه الآباء على كيفية التعامل مع الأبناء لكي لا يقعوا فريسة لهذه الآفة التي صارت مستشرية للأسف في مجتمعاتنا المسلمة ، ويكشف الحقيقة المرعبة للطلبة والشباب خاصة المراهقين ليعرفوا عن مضار التعاطي والإدمان والموت الأسود الذي يهلك المجتمع”.
خطيب يجعل حبيبته مدمنة
فيما بين مدير مكتب مكافحة مخدرات الديوانية العقيد خالد سرمك “أن جريمة التعاطي أو الإدمان ليست رحلة ممتعة نستطيع العودة منها سالمين متى شئنا، بل هي طريق الدمار والموت والنار، ومن يصل إلى مرحلة الإدمان لا يعد سوى رقما في سجلات النفوس ،وميتا يمشي على الأرض وخطرا بأفعاله ليس على أسرته فحسب بل على عموم المجتمع، وهو ما يوجب علينا التحذير من الانزلاق في هذا النفق المظلم”.
وأوضح أن “نسبة مكافحة المخدرات في الديوانية منخفضة جدا وتعد الأفضل قياسا بباقي المحافظات العراقية ووضعها مسيطر عليه، وقد ألقى مكتبنا القبض على العديد من المتهمين أطلق سراح البعض منهم من قبل قاضي التحقيقي أو محكمة الجنح فيما تمت محاكمة البعض الآخر”.
ولفت إلى أن “بعض النساء تتعرض لضغوط من قبل الآباء أو الأزواج أو الأبناء في تهريب المخدرات إلى داخل السجون وهذا ما يوقعها تحت طائلة العقاب”.
وزاد ” قد القي القبض ذات يوم على رجل بصحبة خطيبته الحبيبة التي اجبرها على التعاطي كي لا تفشي سره أن القي القبض عليه، فيما أدمنت أخرى وحكمت خمس سنوات في الديوانية لأنها لم تستمع لنصائح أسرتها”.
ودعا سرمك الحكومة المركزية والمحلية “إنشاء مراكز تخصصية لمعالجة المدمنين أسوة بباقي دول العالم ، فحكم المدمن وزجه في السجن لن يقومه ويعالجه ولن يجعل منه أنسانا منتجا، بل سيزيد من نسبة إجرامه نتيجة اختلاطه مع المجرمين”.
الوقاية خير من العلاج
رئيس لجنة التربية والتعليم بمجلس محافظة الديوانية انتصار الموسوي ترى أن “تسليط الضوء على المناطق الفقيرة والنزول إلى الشوارع بهذه البرامج يعطي فائدة أكبر كونها معرضة أكثر من غيرها لانتشار ظاهرة الإدمان فيها بسبب الفقر والبطالة”.
وأضافت أن “السموم التي تبثها بعض الفضائيات في أفلامها ومسلسلاتها إضافة إلى الانترنيت والاستعمال الخاطئة له مع تفكك الجو الأسري وغياب النصح والإرشاد والتوجيه الصحيح ، تجعل من المراهق أو الشاب يلجأ إلى تلك الأمور أو إلى صديق أقل خبرة منه ليقع بالخطأ”.
وأوضحت الموسوي أن “اتفاقا بين لجنة التربية والتعليم وقسم تطوير الكوادر والكفاءات وجامعة القادسية لفتح أبواب نشر الوعي في المجتمع من خلال البرامج والدورات التثقيفية والتأهيلية بواسطة المشرفين التربويين وذوي الاختصاص ، والوصول إلى الآسرة التي تعتبر المنبع الرئيسي الذي يؤثر في الأبناء لحمايتهم من الخطر الجسيم المحدق بهم بعد غياب الأعراف والتقاليد والابتعاد عن الدين والانحدار وراء الثقافات الأجنبية المغرضة التي تسعى لتفسيخ مجتمعنا”.
الإعلام المجتمعي
فيما عبرت الطالبة بقسم الإرشاد المدونة نور أحمد علي أن “بناء مركز متخصص لمكافحة الإدمان يشرف عليه باحثين اجتماعيين إضافة لنشر الوعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المجتمعي ستكون من أهم أسلحة حرب هذه الظاهرة”.
وأضافت أن الحروب والمشاكل الاجتماعية وتهرب الإباء من مسؤولياتهم تجاه الأبناء مع تنامي ظاهرة التشرد نتيجة الفقر كله أسباب أدت في نهايتها إلى تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان عليها، وأمام كل تلك التحديات علينا العمل على تأسيس مواقع الكترونية يشرف عليها مختصون يعملون على نشر الثقافة المجتمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات تعرف بالمخاطر وتضع الحلول المناسبة للقضاء على هذه الآفة التي تستهدف الشباب بناة المستقبل”.
Thanks for it .. I hope the new Topic is always
ردحذفSuccès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours
ردحذفDank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
ردحذف