تحسين الزركانـي
أعوام مرت على تغير النظام السياسي والاقتصادي في البلد شهدنا خلالها الكثير من الأحداث الدامية تارة والمفرحة في تارة أخرى . ولعل انشغال السياسيين في بادئ الأمر برسم الطريق وإقرار الدستور وما رافقها من حوادث أمنية عصفت بالعراق ونالت من حياة أبنائه ودمرت بنيته الاقتصادية أدى لظهور بعض السلبيات في المجتمع المدني . كم يفرحنا اليوم عند تجوالنا في الأسواق ما نراه من شركات لحوم وألبان تتنافس في ما بينها لعرض بضائعها بطرق فنية تجذب الناظرين وتستدرجهم للموت القريب . فما يراه المواطن في برادات العرض من لحوم وأسماك ومشتقات الألبان أغلبه نافذ الصلاحية أو فاسد ، وللأسف فأن البعض قد ارتضى لنفسه المتاجرة بحياة المواطن الذي يثق كثيرا بالمعروض من حيث المنشأ وصاحب الشركة ، ولكن ما لا يعرفه هو أن التلاعب بصلاحيات النفاذ وتغيير العلامات صار مهنة للبعض يثري نفسه منها ويملأ جيوبه على حساب الغافلين . ورغم لجان الرقابة والمتابعة التي ترصد وتصادر وتتلف الكثير والكثير لكننا لم نصل حتى اليوم لخلو هذه الشركات من التلاعب . كما أن المواطن يتحمل مسؤولية السكوت عن مثل هذه الحالات وعدم الإبلاغ عنها لعدة أسباب منها لا علاقة لي بالأمر أو من أجل كذا دينار أو (خل تطلع من غيري) وهنا المصيبة أعظم . وقد وجد أصحاب بعض الشركات منافذ عديدة لتصريف سمومه منها بعض المطاعم التي تبيع الدجاج المشوي والذي حين نراه في الفرن أحمرا شهيا وعند تناوله لا نستسيغ طعمه الذي ذهب مع فترة النفاذ ، والعجيب في ذلك أن سعرها بخمسة آلاف دينار فقط مشوية ومحمرة على الطريقة الإسلامية مع مقبلاتها وخبزها . إضافة إلى طعم الكباب الذي اشتهرنا به والذي ذهبت منه الرائحة والطعم مع ذهاب اللحم الخالص والذي صار البعض يخلطه مع لحم الروست الذي يباع في تلك الشركات تحت عدة مسميات كلها تقريبا أوهام يستغفل فيه الفقراء لأن كيلو اللحم الخالص وصل أربعة عشر ألف دينار والآخر بخمسة آلاف فقط وصاحب المطعم يحاسب على سعر لحم الغنم المذبوح . أيعقل هذا في مجتمعنا ونحن أخوة وأقارب .كيف نرضى أن نسهم في ضرر الناس وهل نسينا وتناسينا مخافة الله في الرزق ؟ وللكلام بقية ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق