تحسين الزركاني
لازال شبابنا يحلم في الحياة ، ولازال الحلم حكرا على الميسورين وأبناء الأغنياء والمسؤولين ,ولا زال الطموح بعيد المنال ، إلى متى نعيش في الجحيم هذا هو لسان الحال لأولئك الشباب ، قد يكون القليل منا ذهب إلى كردستان العراق سواء في عمل أو تعلم أو سياحة ، وهذا القليل حين يشاهد التطور في البناء والاحتكاك الحضاري مع باقي الثقافات والناتجة عن خصوبة الأرض والسياحة في الاقليم الناتج عن الأمان والاجواء والعمران ونعمة الاستثمار يمتلأ قلبه بالحسرات وتتصاعد عنده الآهات ليس حسدا لمن يعيش ويسكن هناك من الأخوة الأكراد (بالعافية عليهم وبالزايد) ولكن لتساؤل يطرحه الوجدان يقلب الاحزان لتباعد الزمان عنا بالحضارة . أين نحن من ذلك المشهد ولما لا يكون لنا كما لهم ومن عن ذلك مسؤول اسأل أصحاب العقول ؟ هل شعبهم يختلف عنا وبماذا ؟ هل لهم ما ليس لنا ولماذا ؟ .
في ذات يوم ليس ببعيد أستوقفني مشهد طرحت فيه على نفسي عدة اسئلة لم أعثر لها عن جواب أولها لم أشاهد عقب سيجار مرمي على الأرض ولم ألحظ ورقة أو كيس نفايات تلتصق على الأرصفة ، في وقت نكاد نفتقر لأنظف مكان بمدينتنا لمثل هذه الظاهرة التي تنم عن وعي وثقافة وتمدن وعمق حضارة ، فأين السبب وما هو ومن المسؤول عنه ؟ نحن كمواطنين لا نلتزم بقواعد السلوك المتمدن ؟ أم الحكومة التي لم تهيأ لنا مكانا واحدا نشعر فيه بإنسانيتنا التي باتت تفتقد للكثير من الأشياء .
كما أتساءل هل سيأتي لنا يوم نخرج فيه مع أبناء حرموا كما حرم آبائهم وأجدادهم لأماكن شاهدتها في سفرتي ؟؟؟ من سيحقق لنا الأحلام لنتخلص من الأوهام ونصور بمدينتنا الأفلام كما فعلت هناك !!! أم إننا نموت بالحسرة والحرمان بشباب ضاع بالخيال !!! ويبقى الكلام بصوت ينشد الوئام دون أن يخرس اللسان بوعيد من السلطان !!! وللكلام بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق