الجمعة، 26 أغسطس 2011

للكلام بقية ... عراقنا وحراب الجوار







تحسين الزركاني

"الغدر والخيانة" سمتان رفضها العرب بأعرافهم في جاهليتهم ، وشع نور الاسلام ليؤكد رفضه للغدر والخيانة في عدة مواضع قرآنية منها في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ(84)ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاَءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(85) }البقرة{ ، وقوله تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين) }الانفال{ صدق الله العلي العظيم. 

كما هناك عدة أحاديث نبوية شريفة متفق عليها أكدت بغض الاسلام لهاتين الخصلتين "الغدر والخيانة" وللأسف أن الأجواء التي هيأ لها حزب البعث وصدامه المقبوران أدت في نهايتها إلى احتلال العراق على مرأى ومسمع العالم والمسلمين خاصة الجيران منهم والذين أثبتوا إنهم كانوا يتحينون فرصة الانقضاض على بلد طالما دافع أهله عن حدود جيرانه بل عبر إلى أبعد من ذلك ملبيا نداء كل من استغاث به بغض النظر عن مسميات حكامه في عدة فترات من تاريخه القديم والحديث .

وها نحن اليوم نشهد هجمة بربرية شرسة من عدة دول تدعي الاسلام وأخرى تطلق على نفسها العروبة والبداوة ، فمن الشرق والشمال تتسابق ايران وتركيا في التحليق بالطائرات والقصف المدفعي لقرى عراقية يسكنها أكراد بحجة ملاحقة المعارضين لأنظمتها ومن الجنوب ها هي الكويت تخنق العراق في كل يوم بعذر ومشروع ومبرر جديد من ملف التعويضات حتى ميناء اللامبارك ، أما الارهاب وتنظيماته ومصانع رجالاته وقادته القادمة من السعودية ، والاردن تفرض ما تفرض على العراق لتستمر بأخذ منحة صدام الهدام لها باحتساب النفط بسعر شبه مجاني ، وسوريا ومعسكرات التدريب والخرائط وإيواء البعث وقادته لنصرة تنظيمات القاعدة التي استحلت دماء العراقيين بغض النظر عن انتمائهم أو مذهبهم او قوميتهم ـ وفي كل مرة أبحث فيها كمواطن عن أسباب هذا العداء لا اجد مبررا ، وفي نفس الوقت أطرح الاجابات ايران اقتطعت كثير من ارض العراق في اكثر من مكان وصادرت طائراته التي اتمنها عليها النظام السابق ولوثت الانهار وخطفت الصيادين وتقصف القرى تريد ان تثأر لما فعله صدام ، الكويت تسرق النفط وتطالب بالديون وتحرض المجتمع الدولي وسرقت جزأ آخر من ارض العراق مع آبار النفط وتبني مينائها ثأرا مما فعل صدام بها ، الاردن تحافظ على نفط العراق لأنها تعتمد عليه في اقتصادها لان العراقيين رفضوا صدام وهو ما تسبب في ازماتها الاقتصادية ، وتركيا تعاقبنا أيضا وامريكا تتربع على صدورنا ، ما ذنبنا كشعب ومواطنين ان كان العداء للنظام ، والسؤال هنا لو كان لنا قادة شجعان يحبون العراق وترابه هل تجرأ علينا هؤلاء ، الذين غدروا بنا شعبا وخانوا مواثيقهم وتعهداتهم الدولية ، والطامة الكبرى في غدر وخيانة من يحمل عراقيتنا بجنسيته ويساوم بنا لحساباته الشخصية ، فمن اشد غدرا وخيانه جوارنا وحرابهم ام ساستنا .        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق