تحسين الزركاني
بعد ان خلصنا الله من ظلم الطاغية وجلاوزته وتحرر العراقيون من حكم البعث وصدامه في عام التحرير كما يسميه بعض الساسة ، ابتلانا الله بالإرهاب والمفخخات والاحزمة ومن ثم الذبح بالسكين وكأن الموت لم يشبع من العراقيين بعد ,كما هو حال بعض اصحاب الصفقات الوهمية التي صارت ميزة وسمة للعراقيين للأسف فصار حديث الناس من باقي الجنسيات فضائح
السرقات العراقية في العقود الوهمية .
فبرغم التصريحات الرسمية على مقدرة القوات الأمنية بعد تدريباتها العسكرية والاسلحة الامريكية إلا أنها لم تصل حتى اليوم لمستوى الطموح في حماية المواطن وحفظ أمنه وهذا ما يدل عليه مسلسل التفجيرات التي طالت سبع محافظات في يوم واحد وبأوقات متقاربة ، وما حصل بعده من انتشار أمني مكثف قطعت على أثره الطرق وازدادت الحواجز في خطوة استباقية تبعث برسالة مفادها إننا مستعدون لمن هو قادم للنيل من أمننا .
وكان لهذه الحواجز عدة فوائد للصائمين في الشهر الفضيل الذي تميز بارتفاع درجات الحرارة وزيادة عدد ساعات قطع التيار الكهربائي ، ومن فوائد الحواجز إنها توفر الظل (الفيّ) للصائم من حرارة الشمس بعد عودته مثقلا (بعلاليك المسواك) من السوق ليبحث له عن شارع غير مسدود على أمل حصوله على سيارة أجرة تقله إلى مسكنه وهو أمر مستبعد بعدما ذهب سواق الأجرة لمنازلهم بسبب غلق أغلب الشوارع ، والسالك منها غاية في الازدحام فقرروا الجلوس ببيوتهم متناسين سبيل العيش الوحيد لهم متكلين على الله في أن يبعث لهم أرزاقهم على جار قد يمرض أو جنازة تشيع ، كما أن الحواجز تسهم في قطع جميع التقاطعات بدون إيجاد البديل لييأس الصائم ويضطر الى المشي في الأزقة بقرب الجدران الأمر الذي يعتبره العلماء من أهم الأنشطة الرياضية التي تنشط الدورة الدموية وتقلل نسبة الإصابة بالجلطة القلبية التي لو أصيب بها سيذهب إلى الطوارئ وما أدراك ما الطوارئ ، وآخر فائدة نأتي على ذكرها أن الصائم سيكون له عذر شرعي يفطر بموجبه يقضيه مضطرا في أحد ايام الشتاء البارد في بحثه عن النفط والوقود ليشعر بدفء الصيام وعند ذاك سيكون لنا لقاء ... وللكلام بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق