تحسين الزركاني
عرفت منذ الصغر ان الطير رمز الحرية، ودرسني معلمي أن القلم عنوان لها ، حتى كبرت في بلد جعلته الانظمة السياسية المتعاقبة قفص كبير يحبس الطيور ويشوه جمالها بل ذهب في أكثر من مرة ليقتلها.
في هذه الايام يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي لحرية الصحافة، دول صارت عنوان وجنة خضراء صورت وعملت بالديمقراطية وجعلت من الحرية في كل شيء عنوانا وقولا وفعلا، ودول أخرى تفاوتت فيها النسب، وبفضل البشر والساسة تسيد العراق وتوج ملكا على جميع أرجاء المعمورة ! لحظة لا تذهبوا بعيدا ،فأنا اقصد أصبح العراق في صدارة الدول التي يتعرض فيها الصحافيين وغيرهم لقمع الحرية والتعبير ،وصار البلد الأخطر على حياة العاملين في مجال الصحافة والاعلام والناشطين على المواقع الالكترونية ومنهم المدونين.
والغريب في الامر أن أغلب الساسة يدّعون دعمهم لحرية الصحافة والإعلام وباقي الحريات ويقاتلون من أجلها في الظاهر ،لكنهم اذا خلوا إلى شياطينهم "قادتهم" قالوا نستهزئ بهم، وترى بعضهم يتملق كما الـ"ـ!!!" لسيده ،حين يقابل صحافيا من أجل ان يوثق له نشاطا أو يسجل حضوره في مكان ما وكأنه ملك رحيم يدافع عن حرية الصحافة والرأي والتعبير ، ولكن حين ينصرف عنه يظهر وجهه القبيح ويكشر عن أنيابه مستهزأ بكل القيم الانسانية والاخلاقية والدستورية.
وفي هذه الذكرى بودي القول لهذا البعض انكم نموذج سيء دمرتم سمعة البلد ، وجعلتموه في أولى مراتب الدول قامعة الحريات ،على الرغم من أنكم تنادون زيفا بالحرية التي صورتموها للشعب الذي اجلسكم في مناصب لم تكن حلما لأي منكم ذات يوم ،وتذكروا جيدا ان من أجلسكم قادر على الاطاحة بكم ان بقيتم على هذا الحال، لتلحقوا بركب التغيير، الذي أوقظ المتوهمين بانهم هم الرجال فقط ، والناس من حولهم رعاع.
وتذكروا جيدا ان أقلامكم الحمراء زائلة فحبرها أرخص منكم، ولن يبقى لكم من أثر سوى لعنة التاريخ، فالطير حر يعيش وأن فرض عليه الزمن قفص من ذهب ،سيكسر القيود ،ويحلق في السماء ،ليغرد ترنيمة الفرح بخلاصه من السجّان ،ولن تقطع اللسان ، او تنضب الاقلام فحبرها حب الوطن أغلى من أقلامكم ، ولا ولن ولم تسجن الطيور ، وما زال للكلام بقية ...
مهما طال الظلام فالشمس آتية لتمزق استاره الخاوية
ردحذفوبالتأكيد ستكون شمس الحرية اخي الحبيب
حذف