الخميس، 24 مايو 2012

للكلام بقية ... وعود تأكلها الكلاب والتراب




تحسين الزركاني
تسعة أعوام مرت منذ تغير النظام السابق حتى اليوم، لم نأتي بجديد خلالها ،ولم نلحظ أي تغير بأحوالنا ، ولم نلمس سوى الوعود الكاذبة، التي يطلقها المسؤولين من هنا وهناك ، وعود من ألسنة تكذب لأجل المنصب ،ومن ثم السرقة ونهب المال العام، ليقبع البسطاء بفقر وعوز وإقصاء وتهميش وحرمان من كل الاشياء، مرت تسع سنوات ومضت معها ما يفترض أنها أجمل أيام العمر، لكننا عشناها بالآلام والحسرات.

كم مسؤول خرج في العام الماضي والحالي، يهلل ويكبر ويبشر انهينا أزمة الكهرباء، والمضحك أن عراقنا سيصدر لدول الجوار، كيف نصدرها وهي نقص لا تكفي حاجة البلد أصلا ،ويكون معتوها او مسكين من يصدّق تلك الكلمات.
نستورد طاقتنا من جيران لماذا ؟ كم من مئة مليار دولار رصدت لهذه الطاقة ،التي لو احرقت ورقا ،لمنحت العالم ما هو اكبر من الطاقة الشمسية والذرية؟ فأين أهدرت ؟ وبأي الجيوب نزلت ؟ وأي البنوك اودعت ؟وقصور شريت ؟.
عواصف ترابية تقطع علينا الهواء، والتاجر زامن تصليح مولدته مع أزمة التيار الوطني، فضاعت علينا الكهرباء، وأطفالنا تتألم ،من حر الصيف بشقق لا منفذ فيها ولا يسمع فيها سوى البكاء، حرا وخوفا من نباح الكلاب السائبة والبعوض المفترس بسبب المياه الآسنة التي تملأ المكان، والذباب الذي صار يرتع بين أكوام النفايات.
فمتى يتحقق وعدكم ساستي ؟فلم يتبقى من حكمكم شيء، هل ستعودون لإطلاق الوعود ؟. التي اكلتها الكلاب السائبة وغطاها التراب الذي تجمع من فساد بعضكم؟.
لن تضحكوا سوى على انفسكم فالناس عرفت حقائقكم ولن تنطلي عليها لعبتكم، فشبابنا يروون ما تضمرون ،ولن تفلحوا .
ولن يسكت الاعلام، فصوتكم حرام ،وفيه الكذب، ولن ننهي الحكاية أو نختم الرواية ،مالم نعيش كالبشر وما زال ... للكلام بقية ... 

 

هناك 4 تعليقات:

  1. اسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي

    حبيبي الغالي .. المثل يقول (ان لن تستح فافعل ما شئت )..وهؤلاء لم ولن يستحوا من الشعب فلا عتب عليهم ابدا .. خلي عينيك بعين الله وراح تشوف نهايتهم شلون شكلها ..

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لمرورك اخي استاذ باسم صدقت ولكن هل سكوتنا حل صحيح ؟؟؟ هذا هو السؤوال وماذا يمكن لنا ان نفعل تجاه هذه الوعود

      حذف
  2. المعادلة بسيطة ومفهومة , لكن الكثير من الشعب العراقي من يصفق لجلاده ويقدس سراقه ...لنترك الحديث مع المسؤول فهو لايجدي نفعا وسيأتي غدا ومن جديد باصوات السذج , علينا ان نخاطب الجماهير ونشعرهم بحجم الخطأالفادح الذي ارتكبوه حين اعطوا اصواتهم لمن سرقهم في الاربع سنين التي مضت بحجة انه لايوجد غيرهم ..

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك اخي حبيب على الكلمات ،ولكن اين دورنا اظن المشكلة تكمن فينا في عدم الاسهام بنشر وعي الناخبين وعليه يجب ان تكون اصواتنا اعلى وأكثر تأثيرا ممن يدفعون الاموال لشراء الاصوات

      حذف