الأربعاء، 2 يناير 2013

للكلام بقية ... الجرأة والأخلاق المهنية

                                                                       تحسين الزركاني
كثيرة هي المنابر الاعلامية والصحفية التي انشأت بعد تغير نظام الحكم في العراق، وانتقاله من الدكتاتورية وفكر الحزب والقائد الاوحد، إلى النظام الديمقراطي وحكم الشعب لنفسه وحقه في الاختيار، بترشيح ممثل له يعمل على تحقيق أحلامه وأمانيه وتطلعاته، الامر الذي أتاح لكثير من أصحاب رؤوس الاموال، أو الساسة التجار من اللاعبين الكبار والصغار أيضا، فتح منابر إعلامية تنوعت بين المرئي والمسموع والمطبوع المقروء إضافة إلى المواقع والصحف الالكترونية، استمر بعضها حتى اليوم، فيما اقفل الباقي أبوابه لعدة أسباب منها غياب الدعم او انتفاء الحاجة او غيرها من الاسباب.

وقد شهد العراق في سنواته العشر الاخيرة العديد من التجارب في كل الميادين، وخاض اختبارات كثيرة نجح في بعضها وفشل في الاخر، وكانت الاسباب متنوعة في كل مجال، وما يهمنا قطاع الاعلام وحديث الكثيرين عن الجرأة والاخلاق المهنية، والقاسم المشترك بينهما، حتى ضاع على البعض من الداخلين الجدد على هذا القطاع، الفهم المشترك والتميز بين كل من المعنيين، ليتصور أن الجرأة تعني السب او الشتيمة أو التنكيل، والاخلاق المهنية هي كتابة الرأي وفرضه على الآخرين بحجة العمل المهني.
والواجب الاخلاقي على المحترفين وذوي الاسماء الكبيرة، من جنود صاحبة الجلالة، التنازل قليلا عن عروشهم ونسيان انهم الامراء وتذكر صورة الجندي المقاتل وأثره على الاخرين، بدء من زيه إلى مشيته وحديثه، واسلوبه في القتال كفارس، حين يقدم نفسه إلى عدوه ويبارزه بشرف وفق المعايير التي يعلمها الجاهلون قبل العاملون.
والجرأة في الصحافة تعني عدم الخوف مما تمتلك من أدلة ووثائق وبراهين، ونشرها دون الحاجة الى أخذ موافقة هذا الطرف أو ذاك، او البحث عن مساومات مادية أو عينية أو معنوية، لان من ارتضى العمل ببلاط صاحبة الجلالة وافق من حيث يدري او لا يدري، أنه صاحب رسالة وأمانة يضحي بنفسه لأجلها، ويلتحف الفقر والجوع ويبتعد عن جميع الاسلحة إلا القلم عنوان لشرفه وأخلاقه، وأن يتعامل مع الجميع بمسافة واحدة، بغض النظر عن الانتماء او اللون او القومية أو المذهب وجميع العناوين الاخرى، ولا يفكر سوى بأمرين الوطن والمواطن، يحافظ عليهما كما يحافظ على عرضه وشرفه، ليحقق بذلك إلى ذاته المهنية في العمل، وهذا ما تعاهدنا عليه، لننطلق بوكالة أكد نيوز للأنباء، لنسير مع باقي الزميلات، ونعمل على التمييز عنها من خلال تلك الشعارات، التي جعلناها نصب أعيننا نجتهد من أجلها لا أن تكون مجرد كلمات، ونعلم يقينا ان هناك الكثيرين لكننا سنكون المتميزون الحريصون والمسلحون (بالجرأة والاخلاق المهنية)، ليست أقوالاً وأشعاراً بل أفعالاً، لنعد جيلا واعياً بحب الوطن مسلحاً، ولصاحبة الجلالة حامياً، ولن نسكت في يوم عن أحد ان أراد الشر بشعبنا وننقل الحقائق من دون ان ننافق ونرفع البيارق من أجلك يا وطن. وللكلام بقية...

هناك 4 تعليقات:

  1. بارك الله جهودكم من اجل خير الانسان .

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبي واخي علي هي رسالتنا نحققها لابنائنا ان تمكنا من بناء الانسان لك الف تحية وشكرا على المرور

      حذف
  2. ابو علاء الجبوري2 يناير 2013 في 1:27 ص

    مشكلة الإبداع هذه الأيام تأخذ طريقا مغاير غير الطريق الذي سلكه مبدعينا الحقيقيين في هذه الحقبة والحقب الماضية فقد نصنع من الهامشي مبدعا رغم انفه لاعتبارات مصلحيه أو اعتبارات ضيقه أو لأنه ظالم لانجرؤ على مناقشته فكيف نجرأ على محاسبته؟ فنصنع له إطارا مزركشا لنوهمه انه مبدع بل نجبره على أن يصدق الوهم الذي هو فيه,.... في هذا الزمن نرى الكثير ممن أصبح لا يمتلك القدرة الثقافة الحقيقيّة و المهذبة التي ترقى إلى مستوى الرقي، والاحترام، والموضوعية في مواجهة القضية كما لا يملك المعرفة العلمية المتميزة المتجددة والأسلوب الغني بالمعلومات وبالآراء الجيدة المقنعة أو المحققة للمطلوب مع المحافظة على قيمة القضية وإنسانية المنتقد. وقد حول البعض القضايا الثقافية العادية، إلى قضايا مصيرية ماانزل الله بها من سلطان.. أو تمس العمق الإنساني مباشرة بلا مبالاة أو تأنيب ضمير.. بحيث لو ناقشت أحدهم في قضية ما ، فإنه يحولها بطرق شتى، وأقربها بالتشنج وبالتعصب لفكرة ما، يحولها إلى مساس بتلك القضية كأن يجعلها تافهة وهامشية ,أو يحولها إلى مساس بكرامة واحترام الإنسان لأنه يتقمص دورا ليس دوره محاولا الظهور لإثبات وجوده !!! ومع هذا فقد نعول عليه كثيرا, بل نجامله رياءا ونوهمه بإبداعه لحين أن يصدق هذا الإبداع الزائف..... ونترك عشرات المبدعين مهمشين ولاننظر لما يكتبون ويبدعون رغم غزارة أفكارهم التنويرية وإبداعاتهم الراقية وخصوصا مثقفو ومبدعو ديرتنا العزيزة.
    نعيب زماننا والعيب فينا ,,,,,,,,, وما لزماننا عيب سوانا
    شكرا لك اخي المبدع تحسين الزركاني ولمقالتك الرائعة...... بارك الله فيك
    ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ,,,,,,,,, ولو نطق الزمان لنا هجانا

    ردحذف
    الردود
    1. انار الله لك قلبك بالايمان كما انرت قلبي ثقة في كلماتك التي لم تترك لي تعليقا أو اضافة عليها، نعم اصبت العيب فينا ونحن من يتحمل المسؤولية وآن الاوان ان نغير او نثقف على الاقل بحقيقة ما يدور على الارض لك الف تحية على روعة الوصف والكلمات.

      حذف