تحسين الزركاني
الخير والشر معادلة أزلية، وجدت منذ أن خلق الله سبحانه
آدم عليه السلام وعرضه على الملائكة، وطلب منهم السجود له، ففعلوا إلا إبليس أبى
واستكبر فكان من العاصين، تلك اللحظة كانت إعلان ولادة الخير والشر، وبداية الصراع
الأزلي بينهما، والذي اشتد بعد نزولهما إلى الارض ليكون بعضهم لبعض عدوا، ورهان
إبليس على أن يملأ النار من بني البشر بغوايته لهم، وتحريضهم على الشر وارتكاب
المعاصي والآثام إلا المتقين، فقابيل وهابيل والغرابان، وقتال الانبياء على مر
العصور، وصراع الامم والاقتتال، امتداد للحظة السجود والعصيان.
واليوم نقف على عتبة أخرى، صراع جديد بين خير مغيب وشر
ظاهر، في داخل كل واحد منا، كلاهما ينتظران لحظة الاعلان، إما أن تكون خيراً تسعى
الى عمل الخير، وتنال مرضاة الخالق سبحانه وتفوز بالرهان، أو تذهب مع الشر وان طال
الوقت إلى جهنم وبئس المهاد وتكون من الخاسرين، فالفتنة التي تعصف بالبلاد وتهدد
مصير العباد، تترقب على شفا حفرة من النار، أما أن تجرنا إلى نار تحرق الجميع، أو
تكون بداية لبناء مستقبل العراق، وتجاوز صراع الساسة على دفة الحكم، وجرهم الناس
الى فتنة يكون الخاسر الوحيد فيها هو الشعب البريء مسلوب الارادة، الذي أسهم من
حيث لا يشعر، في أن يكون وقوداً الشر وعامل من عوامل تفوقه على الخير في زمن
(اختلط فيه الحابل بالنابل) كما يقال بالأمثال.
ونحن اليوم على وشك العودة إلى المربع الاول، بسبب
تصرفات بعض الساسة الاغبياء ممن يحرض على العنف والاقتتال الطائفي، بالتزامن مع
اقتراب موعد الانتخابات المحلية، لاختيار ممثلي مجالس المحافظات، لتهيئة القاعدة
الى الانتخابات النيابية للدورة المقبلة، وظهور قادة الشر الذين فضلوا مصالحهم
الشخصية واجندات احزابهم او الدول التي يأتمرون لها، على حساب المواطنين، حتى وأن
كان الثمن سيلاً من دماء العراقيين الشريفة، نقف أمام مفترق طريق كصحافيين أو مدوّنين
أو ناشطي مجتمع افتراضي وواقعي، لصد هذه الفتنة التي لو اشتعلت نيرانها لا سامح
الله لن تستثني أحداً وسيكون الجميع وقوداً لها.
علينا اليوم أن ندعم المبادئ والاخلاقيات المهنية والعمل
بحيادية، دون الميل إلى هذا الطرف أو ذاك، ولنبتعد عن انتماءاتنا القومية او
العرقية او المذهبية والحزبية، وأن تكون عيوننا منصبة نحو العراق، والمشتركات
الوطنية، وأن لا نكون كبعض ساستنا، جنودا وأسلحةً بيد الشيطان، نقتل فيها بعضنا
البعض، ولنعمل على كشف الحقائق كما هي، فالعراق يستحق منا بتأريخه وحاضره ومستقبله
أن نكون له أوفياء، لنؤمّن الحياة الكريمة لينعم أبنائنا بما حرمنا منه وآبائنا
طيلة العقود والقرون الماضية.
وقد يكون عمل المدونون والصحافيون، وهم يقفون الآن على
عتبة الازمة الراهنة أكثر أهمية في الايام المقبلة، فالصحافي تحكمه مبادئ وميثاق
شرف ومهنة، قد تلزمه إلى حد ما بالاعتدال، بينما المدون ليس عليه من رقيب سوى الله
ونفسه وما تأمر له وتسول، في أن يكون جنديا للخير مدافعا عن الوطن ووحدة الارض والشعب،
أو أن يكون خادما مطيعا يجر كما تجر الدواب إلى راعيها وسيدها الشيطان، ويعمل على
التحريض وتأجيج الفتنة النائمة، ويكون واحداً من أسباب الدمار، لا يختلف عن الساسة
الذين عمدوا للعزف على وتر يؤلف أغنية الموت وتمزيق وحدة البلد وأرضه ويزهق أرواح
شعبه.
حان الوقت الآن لنحمي بعضنا من مكر الماكرين، وسيكون
الله ناصرنا على الجبارين، فعراقنا يستحق منا الدفاع عن كل شبر وروح فيه، ولم
ننتهي بعد فلا زال ...للكلام بقية...
نعم اخي الزركاني ..عراقنا يستحق منا ان نكون اكثر وعيا وان نحكم عقولنا فيقراءة ما يجرى اليوم على الساحة السياسية ..فالماكرون قد خططوا وجهزوا ونفذوا ..وعلى كل الشرفاء ان يكونوا في منأى عن الفتن التي تريد بالبلاد الدمار وبالعباد الهلاك ..فاقلامنا نكرسها لبلدنا لا لاشخاص من هنا وهناك فلا نوافق هذا ولا نعارض ذاك ..فكل صراعاتهم مصلحية فلا نكون وقودا لتلك الصراعات ولنقل كلمتنا الحرة الشريفة في الانتصار لهذا البلد ممن يريد دماره ....
ردحذفيا لروعة مشاعرك وطيبتها اخي الزركاني
هي يسير مما يحمل قلبك أخي باسم شكرا لك
حذفتحياتي لقلمك الرائع دائماً افضت و اوفيت الافاضة عاشت الانامل .
ردحذفو على الرغم من اعجبي بالموضوع لدي اختلافين معك الاول أن المدونون عليهم رقيب ايضاً عليهم رقابة زملائهم و رقابة متابعيهم و هذا و ان لم يكن قانونياً فهو دافع انساني و اخلاقي في نفس الوقت .
اما الاخلاف الثاني فهو في تفسير الاية القرآنية الكريمة لأن في الآية لايوجد تصريح واضح على ان هذا الانكار هو اول العصيان و أول الشر .
تقبل تحياتي و عاشت الانامل
شكرا لك أخي أحمد على المرور والتعليق
حذفاما بالنسبة للامر الاول هذا ما اشرت اليه ان الرقيب الاخلاقي والوطني اما عن رقابة الزملاء فكثير يدخل اليوم باسماء وهمية مستعارة فمن يحترم ومن يهيب.
اما عن الاية الكريمة فلم اذكرها انما استشهدت بها وبحثت طويلا لم اجد من بداية غير هذا الحدث الذي ولد فيه الخير والشر وعداوة احدهما للآخر.
شكرا لك على اثراء الموضوع
دمتت سالماً وماءاً يسكب على نار الطائفيين ، ليخمد حقدهم على شعبهم دمت لنا أخاً كبيراً ناصحاً لاتفرق بين اعربي واعجمي ولااحمر ولا اسود ولا شرقي ولا غربي ، نعم ابا ضياء انه يومنا ان نعمل من اجل العراق ولنعمل على اذابة المذهبية والطائفية والعرقية في الآخرين كما ذابت بيننا ، عندما اكلنا من رغيفكم وشربنا مائكمفي الديوانية وأكلتم من الدولمة التركمانية في كركوك .
ردحذفهذا هو الشعب لكن العيب في ساستنا الذين يسعون لبث الفرقة وباء ما يفعلون ولهم في الدنيا خزي وفي الاخرة عذاب أليم
حذفسلمت اناملك اخي فنحن نحتاج الى تحكيم العقل والحياديه بعيدا عن الانتماءات الطائفيه والحزبيه وليكون انتماءانا للوطن اولا واخيرا ولتكن مخافه الله نصب اعييننا.....
ردحذفشكرا لك دكتورة على المرور
حذفوعلينا ان نضع ايدينا فوق بعضها لنسير بالبلد الى بر الامان
سلمت اناملك اخي العزيز فعلا نحن نحتاج الى تحكيم العقل من اجل مصلحة البلد وان نجعل انتماءانا للوطن هو هدفنا وغايتنا بعيدا عن اي انتماء طائفي او حزبي ونجعل مخافة الله نصب اعييننا
ردحذفتسلم اخي ابو ضياء على الكلمات، وهو ما نحتاج الية اليوم لتوحيد العمل ورص الصفوف من اجل عمل جماعي يبعد الشر عن هذا الوطن ..
ردحذفسلمك الله أخي آسو وشكرا لك على مرورك الكريم
حذفوهذه رسالتنا كصحافيين ومدونين وناشطين كم مرة التقينا من سأل الاخر الى اي دين او مذهب او طائفة تنتمي؟ من منا انتبه على الاخر كيف يصلي او ماذا يقول؟ من منا عرف علم عن اي انتماء او حزب او توجه يميل صاحبه؟ كلها اجابتها لا احد
اذا من يفعل كل هذه الافعال الدنيئة والخبيثة هم الساسة وحدهم يحاولن زرع الفتنة والعداوة والبغضاء بيننا ليستمروا في سرقة ونهب ثروات البلد افلا لعنة الله على من يسعى الى هذه الاعمال.