تحسين الزركاني
بعد أن أجج بعض الساسة مشهد مسرحية أقل ما يمكن وصفها
بـ"الهزلية"، لعزفهم أغنية الموت على جراحات العراقيين، الذين لم يخرج
منهم إلا القليل في الايام المشتعلة الماضية، عن اللحمة الوطنية، وقد اجمعوا على نبذ الشعارات
الطائفية، التي صارت سلاح بعض ساستنا لكسب المعارك، التي تشتعل مع قرب اي انتخابات محلية
كانت ام نيابية، تحث على الاقتتال والفرقة المذهبية او الطائفية او القومية، بدلا
عن محاولة رص الصفوف وبناء المجتمع وفق المعايير الاسلامية والانسانية، التي تدعوا
الى الوحدة وحفظ كرامة الانسان بغض النظر عن مكونه او دينه.
والامر الغريب في مقدرة هؤلاء الساسة على التلون وفق
الاحداث، وكل منهم ينادي بذات الاهداف ويجتمعون حولها، اذا ما لذي يبقيكم على
الخلاف؟ ففي كل ساعة يخرج لنا هذا المسؤول أو ذاك النائب، ليشعرك بأن قلبه سيتوقف
من شدة الخوف على مصير ومستقبل الشعب، وبذات الوقت يتهم معارضيه بإشعال فتيل
الفتنة وسعيه الى الخراب، والمريب في الموضوع أن الناس بدأت تنجر خلف هذا وذاك،
وتؤيد قولهم وتؤكد الانجرار خلفهم، ليخرج لك آخر ينال من الاول ويتهمه بأنه المسبب
والساعي إلى الدمار والقتال.
فمنذ اندلاع الازمة، التي سبقتها أزمة، نتيجة ما قبلها
من أزمات، ومن المؤكد أن هناك أزمات مقبلة، أتابع وسائل الاعلام ومواقع التواصل
الاجتماعي، لم أسمع عن ما يتحدث به ساستنا من المواطنين، سواء كانوا مشاركين في
التظاهرات أم بعيدين عنها، إلا قليل في بعض صفحات (الفيس بوك والتويتر) وكلها
بأسماء مستعارة أو وهمية، يعلم الله والناس من يقف خلفها وإلى ماذا تهدف.
والمضحك في هذه المسرحية بأحد مشاهدها الساخرة الهزلية
جدا، أن بعض الساسة، يلعن التظاهرات ويشكك فيها، وفي ذات الوقت يدعو إلى التظاهر
ويؤيد خروجها في المناطق الغربية والشمالية، وفي خضم هذه الدوامة بدأ القلق يصيب
المجتمع من القادم المجهول، الذي يتوجس الناس ريبة من عودته، لحجم الالم الذي سببه
والآثار التي تركها خلال الاعوام 2005_ 2008 المشؤومة، والتي لم تبق بيتا عراقيا
سنيا كان ام شيعيا أو مسيحيا صابئا ويزيديا وآشوريا، عربيا قوميته او كرديا، خاليا من النواح والنحيب، وكان المطر متساو فوق رؤوس الجميع.
فيا ساستنا الكرام انتبهوا إلى مهزلتكم التي
تعرضون، فكلكم صار ينادي بالوحدة في العلن، ويعمل على شق العصا بالخفاء، تدعون الى تعزيز المشتركات السياسية وتغليب مصلحة الشعب، وتعملون خلافها، احرصوا على مصالح الناس،
وجنبوهم وأنفسكم شر الفتة التي لها تخططون، لا حبا بهم أو بالوطن، بل لتتربعوا
ثانية على عروشكم، وتحتفظون بمناصبكم ومنافعكم وجاهكم وسلطتكم، تذكروا جيدا أن
الله يسمع ويرى ما تعلنون وتكتمون، وإلى ما أنتم له ساعون، فلقد مللنا الحروب والاقتتال، وسأمنا من ادعاءاتكم، وكرهنا لغتكم، فلسنا بغافلين عن ما تحيكون، وفي اي المياه
تصطادون، كفانا الدماء البريئة التي سقطت وروت أرض العراق، لننعم بالحرية
والديمقراطية والكرامة والرفاه، فهلا لكم تتوقفون؟ فكروا بجياع شعبكم وحرمان
فقرائكم، وعري أيتام سياستكم وأرامل طائفيتكم، عودوا الى الله وانفسكم، ماذا
ستقولون حين يقف الفقراء خصوما لكم في حضرة عادل جبار منتقم شديد الحساب، واستمعوا
ان كنتم على الرعية حريصون، ولا زال ...للكلام بقية...
هذه سياسة التجييش العاطفي التي يستخدمها الساسة الذين تيقنوا بفشلهم ..لكن المؤسف ان الشعب لا يزال فاقدا لارادته بحيث استطاع هؤلاء الطائفيون جره الى تنفيذ اجنداتهم الخارجية ..فتظاهرات في الغرب واخرى في الشرق لا تصب الا في مصلحة الساسة المفسدين .... تحياتي لقلمكم ايها الاستاذ الرائع
ردحذفللاسف انها الحقيقة التي نكابر على البوح بها اخي الحبيب تحياتي لمرورك العطر
حذفانه سيناريو متطور هذه المرة عن سابقه لكن للاسف اغلب العراقيين لايعون المرحلة ومايحدث بل وقعوا بين حيص وبيص
ردحذفتقبل مروري ابا ضياء
وكما قال اخي ابا مريم بين حانة ومانة تحيتي وتقديري لمرورك العطر
حذف