الثلاثاء، 19 فبراير 2013

للكلام بقية ... النفاق المزدوج وحرب الأفق



تحسين الزركاني
تتصاعد وتيرة الاحداث في أغلب دول العالم هذه الايام، بشكل يثير الريبة والسخرية في ذات الوقت، ليحتل النفاق المزدوج صدارة جميع الاحداث، وعلى الرغم من أن الله سبحانه يرسل الينا اشاراته البينة، إلا اننا وكما تعودنا كبشر، ان نغض البصر ونطبق الآذان، لكننا نتيح لألسنتنا الخوض في غمار كل شيء، دون ان نميز أو نعرف عن أي شيء، بل لمجرد استعراض العضلات المفتولة بالمحفزات، التي لا ينتج عنها في نهاية المطاف إلا أمراضاً قاتلة.

ويبدو أن اقتراب المذنبات واختراق بعضها لغلاف الكرة الارضية الجوي، وما نجم عنه من خسائر بشرية ومادية، وإشارات حرب الأفق والسماء لنا، لم تكن كافية إلى ان ننتبه لأنفسنا وما نفعل مع الطبيعة والبشر، ومدى اعتداءاتنا اليومية المتكررة عليها، وما استغرب له ان البعض اخذ يتخذ كل شيء من اجل النفاق الى سيده تقربا وتملقا، ليخالف كل مبادئه وأخلاقياته وما نشأ وتربى عليه، ولم يقتصر على التودد والتملق فقط إنما اخذ يصور لمولاه إنه الحق المبين واستغفر الله من هذا الأمر.
والغريب في الامر ان السيد المسكين يصدق ما يصف له اشباه الرجال، واخذ يعيش في دوامة العزة بالإثم، ويسعى الى تحقيق كل ما يوصف له عن هذا وذاك، ليبعدوا من يخالفهم ويقربوا أشباههم، لنيل الحظوة ورضا السيد، بعد ان امتهنوا العبودية وجعلوها مصدراً لتحقيق احلامهم الدنيوية، بغض النظر عن رضى الله او سخطه او المجتمع الذي فيه يعيشون.
ويجرني هذا الامر الى ما يمر به العراق اليوم، والذي لا ينفصل عما يدور في العالم وتأثيرات المحيط وما تشهده الساحة الإقليمية من أحداث، تعمل جميعها على ان تجعل البلد ساحة حرب لتصفية حسابات الدول، يلهث بعض ساستنا الى اشعالها لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة او مصالح احزابهم، دون رغبة الشعب بها، حتى خرجت من سيطرتهم الامور، وفقدوا زمام سلطتهم على ما يجري من أحداث، أدت الى تعالي اصوات البعض بالحرب الطائفية التي يلعنونها بأنفسهم، ليخرجوا ساعة منادين بها بحجة استعادة الحقوق المستلبة والدستور والقانون، ليعودوا بعد ساعة يلعنون من يريد الاقتتال الطائفي المذهبي بين افراد الشعب ويحثون على اللحمة الوطنية ويطالبون الشعب بالتوحد.
وأقول لهم أبعدوا ايديكم عن الشعب وافكاركم الشيطانية، التي لن تنطلي إلا على اتباعكم ومواليكم وشياطينكم البشرية، فالشعب اصبح واعيا لما اليه تخططون، فها هم ابناء العراق الغيارى وشبابه يجوبون العراق بحثا عن وحدتهم، فيوم أمس مر حسن العراقي من هنا يحمل تراب المدن التي مر بها من الجنوب متوجها الى الشمال، ليحرج من يكون قادرا على فصل التراب عن بعضه وتصنيفه الى اي ارض يعود، وقبله شابات وشباب ذهبوا الى المناطق الشمالية ليؤكدوا لحمة ابناء الشعب الواحد بخلاف ما يسعى اليه بعض الساسة وما يصورون، وسبقهم الى الخير رجال الدين وشيوخ العشائر العراقية الاصيلة، لتخرس جميع السنة المتفقهين من المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يضمرون، ويعلنون عكس ما يفعلون، فأين أنتم من مثل ما فعل ويفعل حسن العراقي ومن مثله وماذا انتم فاعلين؟.
فموتو بغيظكم وان خالفتم مبادئكم، لن تفلحوا بما تعملون ولن تمضي مخططاتكم واسيادكم بتجزئة العراق وشعبه، كما لن ينفعكم نفاقكم المزدوج مرة مع واخرى بالضد، واجعلوا لأنفسكم عند الله مخرجا فاليه ستعودون وتسألون عن ما كنتم تعملون، واستذكروا حرب الافق اليومية واشارات الرحمن، وان تصورتم قطع لسان صدق سيطول غيره، ليصرخ عاليا ويفض مضاجعكم، لأننا شعب واحد نريد العيش جسد واحد، فاجعلوا نبال غدركم فيما بينكم ولا تنسوا أسيادكم، ولن نصمت فلا زال ... للكلام بقية...  

هناك تعليق واحد:

  1. { جهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار}

    {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا}

    ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )

    ردحذف