تحسين الزركاني
مع انطلاق الدعاية الانتخابية، بدأ الاحتدام بين الكبار،
على الرغم من انطلاقها قبل ايام قليلة، ليراقب الجدد عن كثب بغرابة ما يحدث، ومع
قرع طبول التنافس، بدأت أبواق الاذناب تطلق أصوات الانذار وتهدد من جانب، وتهز
الرّق لتعزف الحان الودّ والمحبة والتواضع من جانب آخر.
والمريب في الامر أن الأساليب القذرة المعهودة حاضرة في
خيارات السادة القادمين، فبين الحسابات الوهمية التي تفوح منها رائحة نتنة تعمل
على تشويه الصور والنيل من المرشحين الجدد، والقتال المستميت حد الموت دفاعا عن
الطرف الآخر، والمخجل ان السذج لا يعلمون ان العلم قد تطور كثيرا، وصارت ابسط
البرامج تدل على من يستخدم مثل تلك الاساليب القديمة الرخيصة، ولو كانوا شبه
أحرار، لعكفوا على اقناع الناس بما فعل وسيفعل سادتهم، لا مصادرة كل ما يلوح
بالأفق الى السادة الخارقين، الذين عجز بعضهم من نش ذبابة او بعوضة عن وجوهه،
لكنهم باتوا اليوم يهدرون ويزمجرون ويقرعون طبول الانتصارات والانجازات مالهم وليس
لهم، عن أي منها يتحدثون لا نعلم؟.
وتكمن المصيبة في أن النظم الديمقراطية بالعالم الحديث،
تجعل من الانتخابات حالة تأسيس ايجابية يتم من خلالها زرع نواة الحكومات وبناء
البلدان والانسان على حد سواء، لا ان تفعل مثل ما نراه ونسمعه اليوم في عراق
التاريخ والامجاد والحضارات، التي جعلها ابناء العراق الخونة، ممن جاءوا مع الفاتح
المحتل كما يصفون، عرضة للسلب والنهب والتدمير والتصدير، فالديمقراطية التي تعني
في مقطعيها حكم الشعب، ما لبثت ان اصبحت احكاما عرفية، واتهامات بالبعثية او
احتساب على القاعدة والارهاب تارة، وعلى دول الجوار التي باتت ترتع على خيرات
العراق وتقطع اوصاله وتذبح شعبه في أخرى، فمرة تقرع الطبول وتنعق الابواق إيذانا
بحربها، وحينا تضرب الدفوف وتعزف المزامير تمسح الاكتاف وتظهر البراءة.
واليوم ومع انطلاق الحملة الدعائية ارتفعت لغة المنجزات
والبطولات في العلن، وإخفاء مواطن الفشل، بتجنيد من تم ترويضهم في السنوات الاربعة
الماضية، واجزل لهم العطاء من مال السحت، قد بدأوا لعبتهم في تمزيق الدعايات
الانتخابية للمرشحين، او النيل منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخنق جميع
الاصوات المعارضة وتوجيه الاتهامات لهذا وذاك، والتشهير بكل معارض لإبعاد الاصوات
الشريفة الداعية الى الاحسن والاصلح لبناء المدينة والبلد، ومسك الختام شعارنا
السلام وحب الوطن لأجله نموت وبالأرواح والابناء نفديه، ولن تنفع الطبول والابواق،
أو الرق والمزمار، في اشعال الفتن، ولم ننتهي بعد وما زال ...للكلام بقية...
نعم كثرت هذه الايام من البعض قديما منهم وحديثا للترشيخ بالتطبيل والتبجح انه سوف يجعل من المدينه نموذج لباقي المححافظات هو 11 سنه من موقع المسؤوليه لم يعمل شي ولا يحرك ساكن - شكرا اخ تحسين الزركاني لتناولك هذا الموضوع للتذكير
ردحذف