الجمعة، 8 نوفمبر 2013

للكلام بقية ... التدوين تحديات وأمل




تحسين الزركاني
التدوين في العراق واحد من الصور الجديدة والمعالم الحديثة، التي ولدت بعد تغيير النظام، على الرغم من أن ما كان يحدث في العراق واحد من أهم أسباب انتشاره بين المدونين في العالم، وعلى الرغم من مضي ثلاث أو أربعة سنوات على دخول عالم الالكترونيات والاتصالات والتقنيات الى الاسواق العراقية من أوسع الابواب ومن جميع الدول تقريبا، الا ان التدوين ظل غائبا تلك السنوات، لانشغال الناس بأنواع أجهزة التلفزيون والشاشات واجهزة الاستقبال والهواتف، دون ان ينتبهوا الى التدوين او يبحثوا ليعرفوا عنه شيئا.

ومع الاحداث التي شهدها البلد في خضم السنوات التي تلت عام 2006، وما جرى فيها من افتعال ازمات واشعال الفتن للاتجاه بالعراق نحو منزلق الاقتتال الطائفي، بدأت حركة التدوين تلوح في الافق، واخذ عدد من الشباب بالتعبير عن آرائهم ورفض بعضهم الى الاحداث التي تمر بالبلد وتهدد وحدته وامنه الذي بات ينتزع شيئا فشيئا.
وبدأت تجربة التدوين تنمو وسط حرص المهتمين، الذين لم يدخروا بدا من أجل ان ينتشر ليصل الى مرحلة الظواهر التي من شانها الاسهام في نشر الثقافة وواجبات المواطنة وتعزيز روح المشاركة في كل ما من شانه المرور بالبلاد الى بر الامان، من خلال استخدام المدونات ومواقع التواصل المجتمعي، حتى وصل الى مرحلة النضج، بعد ان تبنت الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي انسم، قبل ان تعلن عن تأسيسها مشروع اعداد وتدريب المدونين على التقنيات واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج عن مفهوم التدوين وفوائده مصحوبا بحزمة من الاخلاقيات التي تلزم المدون باحترامها.
واتسعت المساحة بعد نجاح مؤتمر اعلان تأسيس شبكة انسم للتدوين، وتوالي برامجها في المحافظات كافة لتأسيس القاعدة، لتمتد الى ما هو اكبر من ذلك في التحشيد والمناصرة الى العديد من القضايا المتعلقة بالتشريعات التي تمس حرية الرأي والتعبير والاعلام، وتنفيذ الكثير من البرامج التي تركت اثرا واضحا وبصمة في جميع الميادين.
واليوم وفي برنامج جديد وورشة تمكين شبكة انسم من خلال ربطها بتجربة الشبكات في الدنمارك، وما طرح في التدريبات، وعلى الرغم من تصور الكثيرين ممن خاضوا في عالم التدوين، وتصوراتهم بانهم يعرفون كل شيء من خلال البرامج والورش واللقاءات الافتراضية والواقعية التي تبنتها انسم، تعلمت درسا جديداً، مما طرح من أفكار الحاضرين حول التحديات التي أثرت او اسهمت بالتأثير على النشاط التدويني في العراق، والسبل الكفيلة بحلها، والحماسة الواضحة في عيون المشاركين وقلوبهم، من اجل النهوض بمستوى التدوين المبني على الاخلاقيات وامكانية الوصول به الى مستوى المدونين في العالم ليكون اداة بناء حقيقية تسخر من أجل نشر الثقافات المتنوعة في المجتمع.
وبين التحديات والعزيمة على النجاح تشرق شمس الامل وعودة الحياة، الى ارث زاد عمره عن سبعة الاف عام من الحضارة، بيد شباب نذروا انفسهم من اجل المعرفة لبناء البلد، لم ننتهي وما يزال ...للكلام بقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق