الأحد، 20 أبريل 2014

للكلام بقية ... الوزير والحقير


تحسين الزركاني
لم تعد الاوضاع السياسية والسباق الانتخابي لكسب الجمهور والناخبين العراقيين خاف على أحد، وصار جميع المواطنين يمتلكون نظرة تحليلية ثاقبة لما يدور من أحداث، وما لتهافت المسؤولين على المحافظات ومنها الديوانية في الشهرين المنصرمين من حظوة بزيارة السادة المسؤولين لافتتاح المشاريع التي كانت مركونة على جهة ونزل عليها وحي الانجاز ليتم افتتاحها قبيل الانتخابات بالتزامن مع الحملات الدعائية للكتل والكيانات السياسية التي أهملت الديوانية خلال الأربعة الماضيات من السنين، وجعلتها نسيا منسيا لتعاني الفقر والحرمان، على الرغم من كفالة الدستور لحق المواطن بتخصيص المشاريع وتوزيع الموازنة بحسب النسبة السكانية التي تلاعبت بها الكتل السياسية من خلال وزرائها الى محافظاتهم على حسابنا.

والمخزي ان بعضهم يتبجح ويتطول بأنه وحزبه وكتلته، كانت وما تزال وستبقى المخلص والمنقذ من بطش الاخرين، والدليل بما قدمنا اليكم من منّة عليكم الاعتراف بها، ويتوجب لأجلها فرض الطاعة والولاء والعرفان والصمت عن ما نفعل بكم، وتناسوا بشكل كامل ان الحق لنا ولا فضل لاحد منهم علينا كشعب بل على العكس الشعب هو صاحب الفضل بوصولهم الى ما هم عليها اليوم وبه يتبجحون وعلى الناس بمناصبهم يتكبرون.
ويبدو أن مشهد العداء لن ينتهي من فهم بعض الساسة للعمل الصحافي، فيلقوا بلائمتهم بسبب او غير سبب على الصحافيين بكل ما يحدث ويدور، وقد يكون موقفا حدث خلال زيارة أحد المسؤولين الى المحافظة متفضلا عليها، بجلبه نعمة كبيرة، وهبة لا يمكن لأهلها من رد الجميل بالعرفان عليها، لو وهبوا لسيادته أموالهم واولادهم وأنفسهم، لأنها ستجعل منهم أشباه ملوك وأمراء ومستوزرين هم وأولادهم بل وحتى احفادهم التي ستغرف من النعم والاموال ما لم يكن بالحلم.
وما حدث خلال حضور السيد الوزير ليتوج نعمته على الصحافيين، ومن يظن معاليه في تصوراته "حقير"، على الرغم من حجم التضحيات وسيل الدماء التي قدمها من يعمل في بلاط مولاتي صاحبة الجلالة، كلمة نابية بطريقة لا تنم عن أي ثقافة أو كياسة أو بريستيجا من المفترض انه تعلمه حينما وصل الى مالم يكن وآبائه وأجداده الحلم بفتاته ذات يوم، ليتطاول بازدرائه وطريقته الفضة التي لا تنم الا عن حقيقة معدنه، عاكف الحاجبين وجبهته مصفوفة بألف رقعة، وصوت لا يصلح لبائع الخردة والعتيق أن ينادي به على بضاعته بين البيوت، فيا سيادة الوزير ان ما جئت لأجله ليس فضل منك بل هو واجبك رغما عنك، لأنه ببساطة ليس من خالص مالك لتستعبد الآخرين، وكما قيل أن (لكل مقام مقال)، على الرغم من اني متيقن انك أبعد ما يكون عن هذه المعاني، حتى لو ادعيت بما ليس لك، ولو عدت لفعالك خلال أربعة سنوات خلت، واحتسبت الاثر لوجدت نفسك وآل بيتك ملأتم مؤسسات وزارتك وجعلتها وزارة عشائرية، نهبت باسم الشعب، والشواهد كثيرة على ذلك، ومن تراه حقيراً ضحى بنفسه وحياته وعياله من أجل العراق ونصرة المظلومين على أيديكم ومن مثلكم لسنا بـ"الحقراء"، بل من يصفنا بهذا الوصف هو لباسه، والدليل بسيط والشارع بيننا الفصل والحكم، بيوتكم وابراجكم وقلاعكم وحصونكم وثرواتكم وارصدتكم الحرام، تقابلها بيوت بلا سقوف، وجيوب خوت الا من حلال الله، وحب وطن لن نساوم في يوم عليه، ان كنا حقراء بحب الوطن والفقير شرف لنا ورفعة، على ان نكون وزراء خاوين لا نعرف أدب الحديث وفضل الكلام او لقاء اخيك بوجه طليق، هكذا تعلمنا يا معالي الوزير، وفضلك كان محسوبا لتحقق مآربك وغاياتك الحزبية وألا لكان قبل سنوات، لن تنطلي حيلكم على شعبكم لأنه صار عارفا بكم، ستمضون كما سبقكم غيركم، وسنبقى لنشهد فنائكم وخيباتكم، لم ننتهي ... وللكلام بقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق