الأحد، 16 نوفمبر 2014

أمهات وآباء مفجوعون في الديوانية يطالبون الحكومة بالكشف عن مصير أبنائهم المفقودين بقاعدة سبايكر



Created with Story Maker

العراق/الديوانية/تحسين الزركاني
جلست أم علي بركن غرفة ولدها الشاب علي الرماحي المفقود في قاعدة سبايكر، والحسرة تملأ قلبها المفجوع على فقيدها الذي لم تتيقن حتى الآن ان كان حياً أو ميتاً.
وليست أم علي وحدها من يعيش الحيرة والقلق، والسباق نحو الأخبار عسى أن يأتي أحد لهم بخبر يطمئن قلوبهم، بعد الفاجعة التي حلت في قاعدة سبايكر، التي أخذت آلاف الشباب الى المصير المجهول.

وتقول أم علي، وصوت بكائها يغلب على كلماتها، في حديث الى (المدى برس)، إن "علياً طالب في الكلية العسكرية، التحق الى وحدته في قاعدة سبايكر، قبل ليلتين من ظهور شريط الفيديو الذي أظهر أسر الآلاف من الجنود وطلبة الكلية العسكرية، وكان قد أوضح في آخر اتصال له يأسه من الحياة، لقربهم من المسلحين بعد مغادرة القاعدة".
وفيما وقف والد علي وعمه مع آخرين باحتجاج وسط مدينة الديوانية، يحملون صور أبنائهم وإخوانهم، لمطالبة الحكومة ووزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية الأخرى، بالتحرك الفوري للكشف عن مصير آلاف الجنود المفقودين، خاصة بعد ورود معلومات تفيد بتحرير المئات منهم وحجزهم للتحقيق معهم في مطار المثنى ببغداد.
ويقول عم المفقود علي، شامل الرماحي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ابن أخي طالب في الكلية العسكرية، التحق إلى كليته في قاعدة سبايكر في العاشر من حزيران الماضي، وكان آخر اتصالاته مقلقاً، إذ اخبرنا بأنه يشاهد المسلحين يطوقون المنطقة ويقتادون الجنود أفواجا أمامه".
ويوضح أننا "نعيش قلقاً وأوضاعاً مربكة للغاية وخرجنا اليوم لمطالبة الحكومة المحلية للضغط على حكومة المركز ووزارة الدفاع بالكشف عن مصير أبنائنا، فإن كانوا أحياءً سننتظرهم إلى آخر العمر، وان كانوا أمواتاً فهذا هو الجيش وها هي المعارك يستشهد فيها الجنود قرابين للدفاع عن الوطن".
ويشير الرماحي إلى أن "معلومات وردت من بعض الأشخاص المسؤولين تفيد بأن نحو خمسمئة جندي تم تحريرهم، وهم محتجزون في مطار المثنى للتحقيق معهم، والجميع يأمل بان يكون ولده من ضمنهم".
وفي بيت آخر امتلأ بالبكاء والنياح والعويل لفقدان ولد لم يتجاوز عمره الرابعة والعشرين، يبيّن والد المفقود مقداد كاظم عبد عون، في حديث إلى (المدى برس)، أن "ولدي فقد في 12 من حزيران الماضي، وقد ورد لنا اتصال هاتفي بعد أربعة أيام من شخص ادعى أنه من "تنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق والشام"، وأخبرنا بقتله لولدي، واحتفظ برقم الهاتف الذي اتصل بنا".
ويتابع أن "اتصالات عدة وردت من بعض الأشخاص بعد أيام من الاتصال الأول، طالبوا بفدية لإطلاق سراحه فيما أكد آخرون قتله، ونطالب الحكومة للكشف عن مصيره والآلاف غيره ممن تم أسرهم في قاعدة سبايكر بعد ان باعهم القادة العسكريون وأخرجوهم دون سلاح للدفاع عن أنفسهم، فلا راحة لنا أو نوم والقلق والخوف يخيّم على أرجاء المنزل الذي يملأه البكاء والنواح".
إلى ذلك يقول عضو مجلس محافظة الديوانية، جعفر الموسوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المشكلة تكمن في غياب قاعدة المعلومات في وزارة الدفاع، ولا نعرف من هم المفقودين سواء كانوا أسرى أم مقتولين، وسنعمل على تشكيل رابطة تبحث عن ذوي المفقودين، تعمل على إنشاء قاعدة بيانات خاصة ليتسنى لنا التحرك من خلالها، للتنسيق مع وزارة الدفاع، للكشف عن مصيرهم وتعويض أسرهم".
بدوره يؤكد محافظ الديوانية، عمار المدني، في حديث إلى (المدى برس)، إن "حكومة الديوانية فتحت تنسيقاً على أعلى المستويات في القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، لمعرفة مصير أبناء الديوانية من الجنود والمراتب والضباط المفقودين بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة صلاح الدين وقاعدة سبايكر، كما شكلنا غرفة عمليات ولجنة خاصة في المحافظة تعمل على تأمين البيانات والمعلومات من ذوي المفقودين ليتم حصرهم ومعرفة أعدادهم الحقيقية في الديوانية".
وكان نواب عن محافظة الديوانية، اتهموا الخميس (7 اب الجاري)، قادة قاعدة سبايكر الجوية بـ"الخيانة"، والتسبب بإعدام 1700 طالب، وطالبوا مجلس النواب "بتشكيل لجنة تحقيقية وتعويض ذوي الضحايا"، وفيما عدّوا الجريمة "بالمجزرة"، أكدوا ان هناك أشخاصاً لا يزالون محتجزين من قبل تنظيم (داعش)، والمجاميع "التكفيرية".
وكان النائب عباس الخزاعي، طالب خلال مؤتمر صحافي عقده مع نواب من محافظة الديوانية في مبنى البرلمان وحضرته، (المدى برس)، في (الـ7 اب الجاري)، "بتشكيل لجنة تحقيق نيابية خاصة في قضية إعدام طلبة قاعدة سبايكر الجوية والبالغ عددهم 1700 شخص بينهم 400 من أهالي الديوانية، وتعويض ذوي الضحايا بشكل عادل"، لافتاً إلى أن "هناك مجموعة منهم لا يزالون أحياء ومحتجزين في القصور الرئاسية".
وكان تنظيم (داعش)، أعدم  الأحد (15 حزيران2014)، العشرات من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة (سبايكر)، شمالي تكريت، بعد أيام على تسليم أنفسهم، وفيما أكد أنه أفرج عن 800 من الطلبة بـ"أمر من أبي بكر البغدادي"، نشر صوراً لعملية الإعدام، ولم يتسن لـ"المدى" التأكد من صحة المعلومة من مصادر أخرى.
وتظاهر العشرات من ذوي المفقودين في قاعدة سبايكر، الأحد (3 آب2014)، أمام مبنى محافظة ذي قار لمعرفة مصير أبنائهم الذين فقدوا منذ نحو شهرين، بعد سيطرة (تنظيم داعش) على محافظة صلاح الدين، وفيما اتهم عدد من المتظاهرين بعض شيوخ عشائر صلاح الدين باحتجاز وتصفية بنائهم، أكدت الحكومة المحلية "تشكيل غرفة" عمليات لمتابعة ملف المفقودين ومعرفة مصيرهم والعمل على صرف رواتب لذويهم.
وكان تنظيم (داعش)، فرض في (11 حزيران 2014)، سيطرته بشكل كامل على مدينة تكريت،( 170 كم شمال بغداد)، وقضاء الدور، شرقي المدينة، مسقط رأس نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري، وقضاء الشرقاط، ( 120 كم شمال تكريت)، من دون قتال، فيما تمكنت قوات الشرطة والعشائر من طردهم من قضاء الضلوعية،(100 كم جنوب تكريت).
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى وغيرها من مناطق البلاد، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في العراق.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق