رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة القادسية لـ (وكالة فنار)…حقوق الإنسان في العراق ضائعة رغم امتلاك المارد الأسود
رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة القادسية لـ (وكالة فنار)…حقوق الإنسان في العراق ضائعة رغم امتلاك المارد الأسود
فنار/القادسية/تحسين الزركاني
(حقوق الإنسان) ذريعة تداولتها الدول وبعض الشخصيات السياسية العراقية قبل سقوط النظام السابق من خلالها تمكنت من حشد الرأي العام العالمي والمحلي بالموافقة على شن الحرب للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وتحرير البلاد من الممارسات القمعية التي كان يستخدمها ضد الشعب ، إلا أن الدول والشخصيات التي جاءت لأجل الحفاظ على حقوق الإنسان هي من تسبب في ضياعها مرة أخرى عن قصد أم غيره وبعدة حجج منها فرض القانون وزيادة في أعداد العاطلين عن العمل والأرامل والأيتام وتنامي ظهور الأمراض الخبيثة والغريبة ، وهنا يأتي دور الحكومات والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني .
أمراض سببتها الحروب وتشرد دون رعاية
روت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة القادسية وداد حاتم الحسناوي قصة كانت هي الشاهد عليها أنها مرت ذات يوم قرب قاعدة أمريكية فوجدت عشرات الأطنان من المواد الغذائية والفاكهة الطازجة رميت في مكب للنفايات ، فذهبت باتجاه القاعدة وسألت إحدى المجندات لماذا ترمون بها فأجابت ((أكتفينا منها ونجهز بثلاثة وجبات منها كل يوم)) . وتقول الحسناوي لماذا ترمي هذه الأطنان وهناك آلاف العوائل محرومة من وجبة منها ، ورغم إننا نمتلك (المارد الأسود) بكثرة النفط الذي يضمن العيش الكريم لجميع أبناء الشعب لو كان في بلد آخر ولكن يعيش أبنائنا في فقر وحرمان وتشرد دون ضمان من الدولة . وتضيف أن الحروب المتكررة والحصار قد تسببت في ظهور العديد من الأمراض وبكثرة خاصة السرطانية منها كما ظهرت أمراض لم يعرف العالم لها مثيل من قبل سجلت في العراق ومنها حالة الشاب عهد الذي راجع أبيه لجنتنا ونشرته (وكالة فنار) أملا في مساعدته من قبل منظمات وجمعيات دولية إنسانية ناهيك عن ضحايا القصف الأمريكي وتسببه في ظهور حالات مرضية أخرى كالشلل وتلف خلايا الدماغ والتشوهات الولادية وهم اليوم يتعثرون على أبواب المسؤولين لأجل العلاج أو كفالة عيشهم من خلال راتب يصرف لهم يضمن لهم العيش الكريم الذي كفله لهم الدستور والذي ضحوا بأنفسهم متحدين الارهاب لإقراره.
وتشير إلى أن أعداد المشردين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة أخذت تتزايد رغم أن خيرات البلد وثرواته التي تحملها أرضه التي يمشون عليها لا تكفي لضمان عيشهم الكريم أو إنها قد وجدت لتستخدم ضدهم من جراء السياسات السابقة خلال السنوات الماضية .
الحكومة والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني قادرة على التغيير
وترى الحسناوي أن العديد من الدول عانت ما عاناه العراق في تاريخها لكنها نهضت رغم الانهيار إلى قمة الحضارة والتطور والازدهار بعد أن تمكنت من توظيف تجاربها من خلال التنمية الشاملة وطلب مساعدة الخبراء وهو ما علينا اليوم السعي باتجاهه والعمل عليه , فالمجتمع العراقي اليوم وبعد زيادة العاطلين عن العمل الذين ذهبوا نحو المخدرات التي أخذته بدورها إلى عالم الجريمة لتنهش المجتمع وتزيد من حجم المعاناة . وتضيف أن الحلول موجودة دوما إذا ما فكرنا بصورة جدية فتشغيل العاطلين عن العمل بمشروع وطني استراتيجي لتشجير الصحارى بأجور مناسبة بدل من ضياع الأموال هنا وهناك يضمن لنا حل مشكلتين أولهما إيجاد فرص عمل حقيقية لهذه الشريحة المهمة من المجتمع مع حل لمشكلة التصحر التي باتت تلقي بآثارها على البيئة العراقية ويجب هنا إشراك المؤسسات الدينية حيث إنها تمتلك أموالا كثيرة من إيرادات العتبات الدينية قادرة على توظيف آلاف العاطلين وإيجاد فرص العمل لهم من خلال المشاريع المستدامة وعلى منظمات المجتمع المدني السعي بجدية لبث الوعي في المجتمع لنسهم جميعا في بناء بلد أثقلت عليه الحروب وزادت في حجم معاناته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق