للكلام بقية…
عرفانا لمن دفع ثمن كراسيكم أيها الحكام
تحسين الزركاني
يبدو أن القدر قد كتب للعراقيين أن يبقوا مديونين حتى قيام يوم الدين ، فلم تنفعهم التضحيات ولم تكن دماؤهم خلال أربعين سنة كافية لسداد الدين ، أي دين لا يعلمون قد يكون بقاؤهم في العراق خلال الحكم المباد أو صبرهم على الحروب والحصار ومن ثم الاحتلال لتأتي الطائفية يقودها الإرهاب ، ودون معرفة الأسباب فكل يوم يأتينا مسؤول يحملنا لعنة التاريخ .
فبعد سنوات التحرير والتي دفعنا ضريبتها من تفجيرات بعد عوز وحروب بأصابعنا البنفسجية أملا في الخلاص من ذكرى تلك الأيام ، ها نحن نعود لذات الوجود الذي فيه يكون المسؤول وعياله في مقام المعبود ونبقى كرعاع أوباش لا تعني حياتنا وأولادنا شيئا وكأن الآيات قد نزلت بالمضحين الذين تنعموا بالدولارات والفلل وكرامة العيش وراء الحدود لتلعن أبناء البلاد الذين عاشوا في فقر وخوف وترويع وحرمان ، هكذا أراد السلطان .
كنا نأمل أن يأتي مع العائدين للتحرير عز وخدمات ونعيم كي ننسى ما عشناه في سنوات الجحيم ، لكن الواقع أخزانا بأبناء نتمنى لو أنهم ماتوا قبل عودتهم ، خذلونا وساروا فينا من سيء إلى أسوء سرقونا بعد أن قتلونا واستباحوا دماءنا دون وجه حق ، وسؤال اليوم نطرحه أين مبيعات النفط وملياراته هل تعجز أم أنها لا تكفي لعلاج أطفالنا التي صارت أمراضهم عجبهً للعالم ، هل تمكن العائدون من الحضارة القضاء على الروتين بعد أن زادوا علينا سعر البنزين ، ما زال كتابنا وكتابكم يلوح في الأفق ينتظر الملك عزرائيل (ع) حتى يعجل بتلك الروح ليريح المسؤول من عناء التوقيع . فكم توقيع يكون على الكتاب قبل أن يأتي للمريض السماح بالذهاب لأحدى الدول التي بات أفقرها بعيدا وصعبا علينا . أسألك بالله أيها المسؤول لو أنت أو إبنك أصبت بحرارة أو عطاس هل تعالج نفسك بالعراق بأدوية تستوردها بيديك تعلم جيدا أنها لن تصيب في علاج يكتبه أغبى الأطباء .
هل عجزت أيها المسؤول عن توريد ما ينفع الحفاة العراة من أبناء الشعب الذي أنت راعيه ، فكل يوم يموت المئات بين عجز الأطباء ونقص الأجهزة والتفجيرات إلى متى سيبقى هكذا الحال يا أبا العيال ، هل صعب تخيير الاطباء في العمل بين العيادات الخاصة أو المستشفيات التي يعاملون فيها المريض وكأنه مخلوق غريب منه تهب الرياح النتنة الحارقة ، هل يصعب تشغيل الأطباء الأجانب في بلد يعج بالثروات لعل بعض أطبائنا منه يتعلمون الخلق وأصول المهنة ، أم انكم تخافون أن تذهب بعض الملايين أجورا تنقذ فيها حياة الفقراء عن جيوبكم ، أم تراكم تكرمون من دفع ثمن كراسيكم بدمائه عرفانا وشكرا له لأنه غمس أصبعه واختاركم فإلى متى سيبقى هذا الحال يا من تدعون حرصكم على الرعية … وللكلام بقية …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق