السبت، 28 مايو 2011

سوق الهرج في الديوانية ؛ محلات للبيع أم زمر خارجة عن القانون ؟

سوق الهرج في الديوانية ؛ محلات للبيع أم زمر خارجة عن القانون ؟

تم نشر في Apr 24, 2011 | 1

مواطنون : أين أجهزة الأمن من ممارسات بيع الخمور والأقراص الإباحية والتسليب في وضح النهار وأين الرادع ؟

فنار/ الديوانية  /تحسين الزركاني

بعد أن كان مصدرا للعمل فتحت من خلاله مئات البيوت . أصبح اليوم بؤرة من بؤر الفساد لزمر خارجة عن القانون لا ترتبط بنص شرعي أو أخلاقي فلا يستطيع الشاب وهو بكامل قوته تجاوز وقفة الكثيرين منهم وسط الشارع غير آبهين لآداب الطريق . وما نص عليه دين الله في القرآن وسنة النبي محمد (ص) وأحاديث آل بيت الرحمة عليهم السلام . فهل ندعي الإسلام ونخرج منه ونبتعد عن مبادئه ؟ فقول نبينا (ص) في جلوس الطرقات واضح لا يحتاج للتفسير إذا قال ( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا يا رسول الله : مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها . فقال : أما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه) قالوا : وماحق الطريق يا رسول الله ؟ (قال : غض البصر وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (صدق رسول الله . فأين انتم  الواقفون في سوق الهرج  في مدينة الديوانية بحجة بيع أجهزة الموبايل أو المواد الكهربائية المستعملة من هذا الحديث وأين التربية البيتية التي تربينا عليها وأين أخلاقنا ونحن العرب عرف العالم منا معنى الخلق الرفيع فهل نقابل الله ورسوله يوم القيامة بهذه الأفعال ؟ وأين أجهزة الأمن من هذه الممارسات فبيع المخدرات والخمور والأقراص الإباحية والدعارة والتسليب في وضح النهار وأين الرادع .

السجن يومين لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

السيد كريم خضير صاحب محل لبيع الأنابيب في سوق الهرج منذ العام 1993 يحكي قصته ويقول كان السوق قبل العام 1992 عبارة عن (صرايف) هدمها المقاولون بعد أن أجروها بنظام المساطحة من البلدية بنوا فيها المحلات وقد إستأجرناها منهم  وعملت بتجارة أنابيب المياه والخردوات الأخرى كون المواطن وفي ذلك الوقت لم يكن قادرا على شراء المواد الجديدة جراء الحصار الذي كان مفروضا على العراق بسبب السياسات الخاطئة ، الاوضاع التي نعيشها في فترة النظام السابق وهو ما جعلنا نتداول في المستعمل حينها وبعد تغيير النظام والانفتاح الاقتصادي الذي شهده البلد والذي غير الوضع تماما وأصبح المواطن يبحث عن السلع الجديدة رغم قلة كفاءتها قياسا بالقديم ولكن نتيجة الحرمان الذي عانى منه نرى الوضع طبيعيا جدا وعملي لا زال في المواد المستعملة لجودة نوعيتها ورخص أسعارها ونشتري هذه المواد من أصحاب العربات ونبيعها للمواطنين فالأنبوب الجديد لا يتجاوز وزنه الثلاثة كيلوغرامات وسعره يصل لتسعة آلاف دينار في حين يبلغ وزن الأنبوب المستعمل النظيف خمسة كيلو غرامات وسعره لا يتجاوز الأربعة آلاف دينار ونعيش اليوم حياة جيدة ولكن ما نواجهه في عملنا يوميا مشكلتين الأولى هي ارتفاع بدلات الإيجار وما سجلته من أرقام غير منطقية والثانية مشكلة الواقفين وسط السوق ممن يتاجرون بالظاهر في أجهزة الموبايل ! نعم أجهزة الموبايل ” إذ لا يمكن للمرأة أو الرجل من خارج هذا الوسط أن يمر بينهم ويخرج سالما كما ويطول الحديث فيها لما تضمه من تفاصيل خطيرة في مجتمعنا فالمتاجرون في أجهزة الموبايل وسط السوق لا نعرف عنهم شيئا ونخاف من وضع علبة تحتوي متفجرات في مثل هذا الزحام كم ستبلغ التضحيات ؟. ويكمل السيد كريم حديثه المملوء بالحسرة والمعاناة حيث يقول ” سبق وأن سلمت شخصا بيدي لشرطة المحافظة ذات مرة لنفس السبب ومرة عثرت على جهاز سلمته لرجال الشرطة يوم احتراق سوق البالات . وأشار سيد كريم إلى ما يحدث من مشاجرات بينهم يتخللها ضرب (البوريات والقامات والسكاكين) بسبب بيع الخمور والمخدرات والسرقة فيما بينهم أو عند تقاسمهم للغنائم من سرقة المواطنين أو أصحاب المحال التجارية المحيطة بهم . ويضيف إنه خرج من السجن قبل يومين بسبب دفاعه عن امرأة من المارة معها رجل كبير أطاحوا بعقال رأسه فهب مع ولده لنجدتهما فما كان من المعتدين إلا إشهار سكين وأنبوب ماء للرد عليهما وجاءت الشرطة واقتادت الجميع لمركز شرطة البلدة وسجنت مع ولدي مدة يومين نتيجة دفاعي عن الرجل والمرأة التي معه ، وهذا المسلسل مستمر يعاد أكثر من مرة يوميا ولكن في حلقات منوعة . ويسترسل  بقوله منفعلا لموضوع باعة الدراجات النارية الذين يغلقون الشارع معتقدين أنه معرضٌ للبيع وليس شارعا فما بالنا إذا أدخلت دراجة مفخخة منها تتسبب في كارثة للمدينة لو انفجرت ، كما إنهم يقطعون الطريق أمام النساء ويتحرشون  بالمارة منهن كما يتحرشون بالرجال من أجل افتعال معركة لغرض السرقة والابتزاز . وختم السيد كريم لقاءه بمطالبة قائمقام الديوانية بإيجاد حل فوري لهذه التجاوزات وإخلاء الشارع من المتجاوزين بإيجاد مكان بديل لهم ونناشد مدير شرطة المحافظة باختيار رجال شرطة يتمتعون بالنزاهة ووضع مفرزة ثابتة نمد لها يد العون ونعمل معها بشراكة وتفاني من أجل حفظ أمن المواطنين في مدينتنا الحبيبة .

دعوة لمحافظ القادسية في خلاصنا من عصابات للسرقة والنشل

وتجارة المخدرات

السيد حسين كاظم العوادي صاحب محل لبيع الأجهزة والمواد الكهربائية يعمل في محله منذ العام 1993 كان يعمل في بيع التلفزيونات والراديوات المستعملة لعدم وجود القدرة الشرائية للمواطن في ذلك الوقت ، وما شهده العراق من نمو لمؤشراته الاقتصادية مكنت المواطن من شراء الأجهزة الحديثة بعد الحرمان الطويل الذي كان يعانيه حتى أصبح السوق بغير حياء أو خشية لإسراف المواطن في طلب شراء الأجهزة الكهربائية . وأصبحنا ضحية لعدم مقدرة المرأة على دخول سوق الهرج إذا ما علمنا أن المرأة هي صاحبة القرار الرئيسي لتنظيم شراء حاجيات منزلها مع الرجل أو بدونه وعدم قدرة المرأة من دخول السوق بسبب قطع الشارع من قبل الزمر والعصابات المختصة بالنشل والاعتداء على الرجل والمرأة على حد سواء والتي تقطع الطريق . وكم طالبنا بوجود مفارز أمنية في هذا السوق دون فائدة وقبل ثلاثة أيام توسلت بالهاتف (104) شرطة النجدة لوجود مشاجرة بالسكاكين والقامات دون جدوى وهو ما يحسب على شرطة المحافظة فبعد سقوط النظام كانت هذه المشاهد طبيعية ولكن اليوم في ظل دولة قانون وأجهزة أمن متعددة يعد مؤشرا خطرا يجب أخذ الإجراءات المناسبة تجاهه فلماذا يوجد قانون ورجال أمن وشرطة على الشارع العام (شارع السكلة) فيما تغيب هذه الأجهزة عن هذا السوق رغم انتشار بؤر الجريمة المختصة ببيع الخمور والمخدرات وتجارة الحبوب بأنواعها في الركن الذي أسميناه (بالركن المشؤوم) كما تباع فيه الأقراص الإباحية(السي دي) المتنوعة حسب تسمياتها بينهم فهناك العراقية واللبنانية والأجنبية ولا يخلو الشارع من عمليات التسليب في وضح النهار وهناك نوع جديد من تجارة (رام) الهواتف النقالة وما تحتويه من صور وأفلام اباحية   في أي زمان نعيش نحن اليوم هل بهذا ندافع عن ديننا وأخلاقنا وقيمنا العربية الأصيلة ؟ . مضيفا أنني طالبت شخصيا لعدة مرات السيد قائم مقام الديوانية بالنظر لهذا الأمر من ناحيته الأمنية فانا كمواطن أخاف على نفسي من التفجير أو تحمل مسؤوليته كما أخاف من إلقاء المسؤولية المباشرة على القائم مقام لأننا أبلغناه بذلك ولم يتخذ أي إجراء مؤكدا أن قبل ثلاثة أعوام كان هناك شرطيان يتناوبان في واجبهما واحد اسمه أحمد والآخر اسمه عباس نظفا الشارع من هذه الزمر بشكل يستحق الثناء وناشدنا أحد الضباط بتعيين شرطي أو مفرزة تقف في هذا المكان نسانده بكل ما نقدر عليه لكنه لم يستجب لندائنا . وناشد السيد حسين محافظ الديوانية من خلال (وكالة فنار) لوضع الحل المناسب لهذه الظاهرة التي لا تتماشى  والسمعة التي تتمتع بها مدينة الديوانية وما تربى عليه أهلها من أخلاق ومبادئ وقيم .

فلاح باع أغنامه ليشتري مروحة فسرقت أمواله

صاحب محل آخر للكهربائيات هو السيد ثامر الإيدامي يروي قصة فلاح باع أغنامه يوم الجمعة فجاء لسوق هرج يشتري مروحة فتابعه بعض السراق المتواجدون بالسوق وسرقوا ما معه من مال إضافة إلى عمليات التحرش المتكررة التي تتعرض لها النساء حتى وإن كانت برفقة الرجل فمن تدخل السوق (تبتلي على عمرها) ولا نطلب المستحيل سوى أن يكون لرجال الشرطة دور بالتواجد لحفظ الأمن وتطبيق القانون على الجميع لنشعر بالطمأنينة والأمان وسنكون لهم عونا ندعمهم ونحمي ظهورهم من شرور المجرمين وهذا ما شاطره به المواطن مسلم علاوي صاحب محل في سوق الهرج . مواطن آخر طلب عدم ذكر اسمه كما طالبني بترك الكاميرا ليريني ما تقشعر له الأبدان وأكون شاهدا على حقيقة تدور في سوق الهرج أخذني معه لشاب في العشرين من عمره يرتدي ملابس أنيقة يلبس الذهب في رقبته ويضع سواراَ في معصمه معروف لدى الجميع دنا منه وقدمني لأكون زبوناَ دائماً كما إنه قدم عدة عروض لتوفير الخمر أو الحبوب أو المخدرات في حالة طلبي في أي وقت  هكذا هم شباب اليوم وليس القصد من كل شبابنا الحلوين المؤدبين المتربين حاشاهم من هذه التصرفات المرفوضة .

قائم مقام الديوانية أكشاك الباعة المتجولين هي الحل

قائم مقام الديوانية سالم هلول يؤكد في اتصال هاتفي أجريناه معه أن الملاحقات القانونية معمول بها مبنية على تقارير واردة من قبل المواطنين أو المفارز المدنية المتخفية وقد أتلفنا كميات كبيرة من الخمور والحبوب على نهر الديوانية بالتعاون مع الجهد البلدي وهذا دليل على عمل القائم مقامية والأجهزة الأمنية في رصد ومتابعة وإلقاء القبض على هذه المجاميع رغم صعوبتها كونها تجارة مخفية ونأمل من المواطنين الإبلاغ عن أي معلومات لنتعامل معها بسرعة وسرية . وأكد هلول أن هناك سوقا جديدا للأكشاك نعوُّل عليه في حل مشكلة سوق الهرج والباعة المتجولين فيه والذين يتخفى بينهم بعض ضعاف النفوس ممن ارتضى العيش على الجريمة والمال الحرام وما هي إلا أيام معدودة ليشهد السوق إعلان ولادته . وختاما نستدل بقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) صدق الله العظيم من سورة (آل عمران الآية 110)  فما أجمل العيش في ظل دولة مسلمة يحكمها القانون ويسودها النظام نتعاون فيها من أجل الحفاظ على إسلامنا وقيمنا وأخلاقنا  وان يتمتع الجميع بحرية متزنة لا فوضوية ان يحترم القانون من الجميع وان يطبق على المسيئين منهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق