للكلام بقية ..المريض رحمة أم نقمة للطبيب
تحسين الزركاني
اتسمت مهنة الطب مذ عرفت بإنسانية العاملين فيها ، سواء أدوا قسم التخرج أم لم يفعلوا ، وننظر جميعا للطبيب بأنه ذلك الملاك الذي ينشر جناحيه بالرحمة فوق رؤوس المرضى لتسلم له الأرواح مطمئنة فسبب الله على الأرض سيكون الشفاء .
كنت قد سمعت من قبل الكثير عن سلبيات وإيجابيات حدثت مع بعض الأقارب والأصدقاء والغرباء تروي قصصا عن رحمة الطبيب الملاك ينتج عنها علاقات طويلة الأمد بل تتداولها الأجيال لتسجل حضورا في المعاني الإنسانية ، وعلى الجانب الآخر يقف الشيطان متربصا مع الطبيب هناك والذي لا يرى سوى نفسه التي لا ترضى بقليل المال وبحثه عن الجاه متناسيا آدميته والقَسم ليكون وحشا كاسرا لا يعرف سوى سمعته وكم لديه من أملاك .
وأتساءل في خاطري ما هو الفرق بين هذا الطبيب الملاك الذي سيطر على القلوب وتقر به العيون وذاك الذي وقف في صف الشيطان لتشمئز منه الأبدان، ألم يتخرجا من كلية اسمها الطب لا غيرها ؟ الم يسجلا في ذات النقابة ؟ أليس الأثنان عراقيان ؟ فلماذا يكون هذا التفاوت بينهما ، لماذا يفكر بعض الأطباء بسمعتهم قبل حياة المريض ؟ لماذا يحسب هذا البعض حساب العرف والخوف من التبعات العشائرية ويتناسى الأخلاق والرحمة والإنسانية سمة الأطباء ؟ لماذا تذهب هذه الفئة للبحث عن المكاسب التجارية في إنشاء المستشفيات وبناء العيادات والصيدليات والمختبرات وأجهزة الأشعة والسونارات ليكون المريض كرة تتضاربها الأقدام تستنزف ما في جيبه وتتناسى الآلام .
وهنا نطرح السؤال لمن يعنيه الحال في حماية العيال أين دور نقاباتنا الموقرة ؟ هل اكتفت بجمع الفصول وأدارت وجهها الخجول عن حياة الناس ؟ لماذا يهب ويتحد الجميع على الفقير إن مات بسبب خطأ وسوس به الشيطان لمن يبحث عن سمعته بين الإنس والجان ليخلده التاريخ بوصمة ويستريح .
هذه حالة دخيلة لم نعهدها في أنفسنا من قبل فلنرجع لبارئنا ونستغفر ولنبذل ما تعلمناه في سبيله لنبني مجتمعا نظيفا متراصا يعجز الشيطان عن اختراقه فالرحمة سمة وأسم إلاهي علينا الاقتداء به يا ….
بعض الاطباء … وللكلام بقية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق