الجمعة، 27 مايو 2011

مهرجان ”نيبور“ الثقافي ينطلق في محافظة القادسية





2009-12-16
تحت شعار "من الديوانية زهرة الفرات وإشراقه التأريخ" انطلقت فعاليات مهرجان نيبور الثقافي الثاني للفترة من 15-17/12 على قاعة البيت الثقافي في مدينة الديوانية . 
وحضر حفل الافتتاح النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية ومدير دائرة السينما والمسرح شفيق المهدي ووكيل وزير الثقافة الدكتور سعود الراشد ومحافظ القادسية ونائبه الثاني ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة ورؤساء الدوائر والمؤسسات الحكومية والقادة الأمنيين في المحافظة كما حضر الحفل الفنانون الدكتور رياض شهيد وعبد الستار البصري وبشرى إسماعيل ومازن محمد وجمع كبير من الفنانين والمثقفين من العاصمة بغداد والمحافظات المجاورة.
وقال الشيخ العطية في كلمة ألقاها بالمناسبة إن المثقفين والفنانين قدموا الكثير من التضحيات وأسهموا على مر العصور في رفد المشهد الثقافي والفني بما وينسجم مع تأريخ العراق الزاخر. مضيفا "إننا اليوم في هذا المهرجان نستذكر بفخر واعتزاز الهوية الحضارية التي تميز فيها أبناء الرافدين عن باقي الأمم والشعوب بدأ من بابل وآشور و نيبور مرورا بالعصور الإسلامية وإرثها العظيم والتي لا زالت تزداد عمقا وأصالة في يومنا هذا".
وقال العطية إننا "اليوم نستشعر أهمية التركيز على أن تكون هناك إستراتيجية وطنية للنهوض بالثقافة والفنون لتعويض ما فات من تقصير ليتواصل الإبداع العراقي جيلا بعد جيل".
مطالبا باسم الحاضرين أعضاء ورئيس مجلس النواب باعطاء القطاعات الفنية والثقافية والشباب والرياضة نصيبا من الموازنة الاستثمارية التي تناقش في أروقة مجلس النواب حاليا إيمانا بأن مرحلة البناء والأعمار لن تكتمل ما لم ننهض بجوانب الإبداع الإنساني الأخرى وتنقية أجواء المجتمع مما لحق به من ضرر نفسي ومعنوي نتيجة الحروب والخوف والدمار.
وأثنى الشيخ العطية على الحكومة المحلية في الديوانية مبديا دعمه الكامل من أجل إحياء هكذا فعاليات ومهرجانات لتعويض النقص الذي لحق بالمشهد الثقافي والفني والأدبي في محافظات العراق خلال الفترة الماضية.
وقال العطية "للصباح الجديد" إن "المهرجان رسالة طيبة وبناءة أرسلها المثقفون والأدباء والفنانون تشير إلى إن المحافظة تشهد استقرارا أمنيا واضحا وهو ما يوجب علينا التفكير بجدية بالأنشطة الثقافية والفنية والمحاولة في جلب المستثمر للنهوض بواقعها الاقتصادي بعد أن كنا منشغلين بالجانب الأمني ومحاربة الإرهاب.
من جانبه أثنى محافظ القادسية سالم حسين علوان في كلمته على مجلس المحافظة لما بذله من جهد استثنائي من أجل إقامة المهرجان رغم قلة التخصيصات المالية أو انعدامها مقارنة بالعام الماضي ولكن إصرار وجهود الخيرين في الحكومة المحلية والمثقفين والفنانين معدا هذا النجاح بداية موفقة لجعل المهرجان تقليدا سنويا ثابتا تنظمه الحكومة المحلية مرحبا بالضيوف القادمين إلى مدينة نيبور المخلوقة في السماء قبل خلق الأرض كم تحكي الروايات . مشيرا إلى أن "الهدف من إقامة المهرجان هو تسليط الضوء على مدينة نيبور التاريخية سيدة البلدان المقدسة للعراق القديم بعدما نالها الحيف من الحكومات المتعاقبة على البلد وكاد أن يؤدي إلى نسيانها كليا.
وأعلن رئيس مجلس المحافظة جبير الجبوري انطلاق فعاليات مهرجان نيبور الثقافي الثاني وتمديده يوما ثالثا بعد أن كان المقرر له يومان لكثرة العروض التي تقدمت للمشاركة في المهرجان من المحافظة والعاصمة بغداد والمحافظات الأخرى وتحمل أقامة المهرجان معان ودلالات عديدة فهو تجديد للتواصل والمحبة بين أبناء الشعب الواحد.
فمدينة الديوانية زهرة الفرات تمتلك إرثا تاريخيا عظيما فهو يعد من أول الحضارات في وادي الرافدين والتي كان لها أثر واضح على باقي الأمم والشعوب حيث مدت التاريخ الإنساني بمعين من الإبداع في كافة مفاصل الحياة خاصة الفن منها والأدب والمعرفة.
من جانبه قال حيدر عبد علي نقيب الفنانين العراقيين فرع الديوانية إن "المثقفين والفنانين أثبتوا مرة أخرى إنهم صناع الحياة والجمال وقد وضعوا كل إمكاناتهم وخبراتهم من أجل بناء الحلم العراقي في حياة حرة وكريمة مستندين على قاعدة رصينة مفادها إن فنهم هو جزء من الإرث الحضاري والفكري لهذه الأمة العظيمة وإن ما سيقدم من فعاليات سيمثل تواصلا مع الركب الأول الذي ولدت فيه المنحوتات والفخاريات.وأجمع الحاضرون في اليوم الأول على نجاح المهرجان لنوعية البرامج وموضوعيتها فقد قال الدكتور شفيق المهدي "إنني أنظر لهذا المهرجان باتجاه المهرجان الثالث فهناك ديمومة وحرص واضح على استمرار هذا المشروع وإنجاحه فهذه المدينة تستحق الاحترام لإرثها الحضاري الممتد منذ فجر التأريخ وما فيها من كفاءات وروح أهم ميزاتها التسامح ونتمنى تعزيز المشهد الثقافي فقد طالبنا محافظ القادسية على تدعيم الثقافة من ميزانية المحافظة ولو بنسبة ضعيفة تبلغ 1% وهي كافية رغم ضعفها للنهوض بالواقع الثقافي العراقي".
فيما قال الفنان مازن محمد ان "زيارتي للديوانية هي الأولى من أجل حضور المهرجان وقد فوجئت بالطروحات الإبداعية التي شاهدتها من خلال العروض وأعتقد إنها حالة صحية فقد بدأت المحافظات بالتسابق في أعمالها ونشاطاتها لتضاهي العاصمة وتثبت إن الثقافة ليست حكرا للعاصمة وأنا متفائل جدا بهذا المهرجان وأفكر منذ الآن بحضور الثالث فقد ملأتني سعادة غامرة لما شاهدته اليوم من عروض رغم الإمكانيات المادية البسيطة في الوقت الذي تعجز فيه وزارة الثقافة بكل إمكاناتها من إقامة مهرجان للطفل في بغداد.
وقال رئيس تحرير جريدة الولاء شاكر القزويني القادم من مدينة النجف إني وجدت الأدب والثقافة في هذه المدينة بخير فالجهود الفردية المبذولة تثلج الصدر وتزيد من خفقات القلب كون بريق الأمل بدأ يظهر من جديد وقد شاهدت لمسات فنية جميلة من خلال العروض الفنية والمسرحية التي قد عرضت . 
فيما عتب محمد الفرطوسي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية على بعض المسؤولين الذين حضروا في الصباح ولم يواكبوا الفعاليات عصرا مطالبا إياهم إيجاد فسحة من الوقت لسماع باقي الأصوات للتعرف عن كثب على المشهد الثقافي والأدبي في المحافظة لا أن يكون حضورهم من أجل الكاميرات ووسائل الإعلام فقط .
وقال أحمد الصائغ رئيس مؤسسة "النور" للثقافة والإعلام في السويد أن "مهرجان اليوم كان أكثر من رائع فقد حمل بصمات واضحة من الإبداع وبرغم هذا نأسف للظلم الذي وقع على المدينة حتى بعد تغير النظام وأتمنى من المسؤولين الالتفات لهذه المدينة المعطاء وقد قرأت رسالة قوية كتبها الشعراء والأدباء والفنانين مفادها إن الثقافة والفن أقوى من كل الأسوار وقد أبدعوا في خط خطابهم هذا.

الديوانية ـ تحسين الزركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق