الاثنين، 13 يونيو 2011

بين الخوف والأمل نحقق الطموح طلبة المعاهد والجامعات يرددون من جد وجد ومن تخرج ( كعد )



تم نشر في Jun 13, 2011 | تعليق
فنار/القادسية/تحسين الزركاني

مع  انتهاء امتحانات العام الدراسي للمراحل المنتهية وازدياد ساعات قطع التيار الكهربائي وبحث الطلبة عن أماكن بديلة توفر لهم مصادر الضوء كي يراجعوا موادهم الدراسية بدأ خوف بعض الطلبة من النتائج التي قد لا تأتي كما يتمنون ، فبعضهم جد وتعب من اجل أن يجني الثمر ليكون مسرورا لما حققه من درجات خلال النصفين من العام الدراسي ليصل إلى نتائج تضمن له النجاح بالنسبة للمراحل غير المنتهية ،وبعض آخر كانت نتائجه متذبذبة ليعاني القلق خوفا من نتائجه التي قد يحصل عليها وينتظر اليوم نتيجته . ولا يوجد فرق بين من هو في الابتدائية أو المتوسطة أو الإعدادي والجامعي فجميعهم تلاميذ وطلبة لهم وعليهم حقوق وواجبات ودراسة تنتهي بالامتحانات تكون بعدها النتيجة .

تلاميذ المناطق النائية في الامتحانات

شأنهم كباقي التلاميذ بل قد يكون جهادهم أكبر كون البعض منهم يصل إلى المدرسة بعد أن يقطع عدة كيلو مترات فالتلميذ محمد ماجد في الصف السادس الابتدائي تبعد مدرسته عن مكان بيته سبعة كيلو مترا للذهاب وأخرى للإياب  متميز وذكي حصل على نتائج طيبة بين زملائه . يقول أن أبي فرغني للدراسة ولا يكلفني بأي عمل غير الدراسة ويتابع معي الدراسة ويساعدني في حل واجباتي البيتية أنا وأختي التي تأتي معي يوميا عدى الأيام الممطرة التي تقطع علينا الطريق وأتمنى أن أكون طبيبا أعالج أهل القرية التي ليس فيها مركزا صحيا . تلميذ آخر أسمه أحمد صالح في نفس الصف يختلف عن زميله بعدة أمور أولها إن مسكنه لا يبعد عن المدرسة أكثر من خمسين مترا لكن درجاته في الدروس لم تصل لدرجة النجاح إلا في بعض المواد. يقول أن والدي السبب في هذا الأمر حيث أنه يأمرني بعدم الذهاب إلى المدرسة لكي أرعى الأغنام وحتى حين اذهب للدراسة فأنني أجده ينتظرني بعصاه لأخرج بالأغنام ولا أعود إلى البيت قبل مغيب الشمس متعبا فمتى أستطيع أن أحفظ دروسي أو أحضّر واجباتي البيتية إضافة لذلك ليس في بيتنا من يعرف كتابة أسمه علما أننا(28) نسمة أبي وثلاث زوجات له ونحن أبنائه فمن يساعدني في الفروض المنزلية .

الطلبة وخوفهم من الامتحانات الوزارية

ياسر عباس طالب في الثالث المتوسط عانى الأمرين من أجل الدخول إلى الامتحان الوزاري بسبب تكاسله في بداية العام الدراسي ولم يدخل للامتحان الوزاري إلا بشق الأنفس واليوم تجدد لديه وهو عاكف على مراجعة دروسه من أجل النجاح لينتقل بذلك إلى مرحلة أخرى، ويقول أن السبب في ضعف درجاتي بداية العام كان بسبب انفصال أمي عن أبي لكثرة المشاكل بينهما وقد رفعت عليه دعوى للانفصال وقابلها بدعوة للمطاوعة يأتي إلي بين الحين والآخر إلى المدرسة ليوبخني ويضربني أمام زملائي واضعا لومه علي بعدم إقناع أمي بالعودة إليه فصرت أتغيب عن الدروس وحتى أن حضرتها فبالي يكون شاردا كوني أراقب شباك الصف خوفا من قدومه في حين أن والدتي لم تترك سبيلا إلا ووفرته لي من أجل النجاح في دروسي آملة مني أن أعوض عليها المرارة الذي عانتها طويلا مع أبي .

طلبة آخرون يفترشون الطرق ليلا تحت إنوار الشوارع بعد أن عودتهم من المكتبة العامة وسط مدينة الديوانية بسبب انقطاع الكهرباء في منازلهم . الطالب صفاء خيري طالب في السادس العلمي متفوق في دروسه خلال العام يحلم في أن يكون مهندسا معماريا . ويقول أحببت هذا العلم لما له من دور في أن أكون قادرا على  يكون لي دور في بناء مدينتي بعد التخرج هذا إن حصلت على تعين .

نور الهدى طالبة أخرى في السادس العلمي تقول نجحت العام الماضي بتفوق معفية من الامتحانات النهائية وليست السنة الأولى التي يتم إعفائي بها فأنا على هذا التفوق منذ الروضة ورغم هذا أشعر بخوف كبير ليس من الامتحان الوزاري فحسب بل إلى ما بعد ذلك وأطمح للكلية الطبية لحبي لهذه المهنة منذ صغري . وتضيف أن ما يمنحه المجتمع للولد أكثر مما هو للبنت فالشباب يستطيعون القراءة في أماكن لا زال المجتمع يحرمها على البنت رغم ادعاءات الحرية والديمقراطية .

(من جد وجد ومن تخرج كعد ) شعار رفعه طلبة الجامعات والمعاهد

سامر متي احد طلبة كلية الآداب قسم الاجتماع المرحلة الأخيرة تنهد مبتسما بإجابته عن مكان تعينه بعد التخرج ويقول ما هو مصير طلبة الأعوام السابقة اللذين يعملون في مسطر البناء أو في المطاعم يغسلون الأطباق أو أنهم يبيعون الطماطم والخضار في العربات شأنهم شأن من لا علم له أو أن يصادف الحظ أحدهم ليعمل سائقا لسيارة أجرة أو أن يكون أحد أقاربه من السادة المسؤولين ليضمن له التعيين في المكان الذي يريد . الطالبة سماهر ماجد في كلية التربية المرحلة الأخيرة تطرح نفس التساؤلات التي طرحها زميلاها لنجد أن القاسم المشترك لدى هؤلاء الطلبة هو مشكلة التعيين بعد حصولهم على الشهادة التي أضاعوا من أجلها ستة عشر سنة أن لم يكن أكثر من أعمارهم لأجلها قد تكون الفتاة هي الأوفر حظا فهي في نهاية المطاف زوجة ثم أم وهناك من سيتكفل بمعيشتها هذا ما يقوله الشباب لكن الفتيات لهن رؤية مختلفة إلا وهي أن الشباب لهم فرصة العمل في كل مكان سواء بشهادتهم أو بدونها فهم يستطيعون السفر على سبيل المثال للعمل لكن البنات قد حرمن من هذه الامتيازات ورغم هذا الفارق يبقى لدى الجميع ومضة من الأمل لتحقيق طموحات المتخرجين اللذين اجمعوا على قول شعار رفعوه في جامعاتنا ومعاهدنا العراقية وهو (من جد وجد ومن تخرج كعد) . فهل ستحل مشكلة أبنائنا وبناتنا من الخريجين  .

المكتبة المركزية صرح تأريخي وثقافي يحتضن الطلبة

المكتبة المركزية العامة التي تأسست في العام 1960م والتي تضم بين أحضان رفوفه جواهر تاريخية حقيقية تعود لعشرات السنين وما لديها من كنوز أهلها لأن تكون من أهم صروح المدينة التاريخية والثقافية.

علي جبار مشاري مدير المكتبة المركزية العامة في الديوانية يقول أن أكثر رواد المكتبة هم من الطلبة فمنهم من يحضّر البحوث ومنهم من يذاكر استعدادا للامتحانات وقد وفرنا كل السبل المتاحة من أجل أبنائنا الطلبة ونطمح أن نفتتح المكتبة الالكترونية التي هيئنا قاعتها منذ مدة ليتم ربطها مع المكتبة الوطنية في بغداد لفتح بوابة أوسع للطلبة والباحثين عن المصادر العلمية والثقافية والتاريخية والتي من شأنها أن ترفع  المستوى العلمي والثقافي لروادنا ونحن نشهد في هذه الفترة زيادة في إعداد الطلبة الوافدين إلى المكتبة بحثا عن الهدوء والمصادر والكتب التي تساعدهم في أداء الامتحانات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق