الجمعة، 17 مايو 2013

للكلام بقية ... قنافذ الامس وتماسيح اليوم



                                                       تحسين الزركاني
ما ان انتهت الاحداث السياسية وجرت فيها المتغيرات على بعض المفاصل، حتى افترق الخلان وندمان السلطان، ونزعوا اشواك اجسادهم وخبأوا انيابهم البيضاء التي كانت بالأمس تفترس كل شيء يمر أمامها، بوداعة مرة وبوحشية في أخرى، ويبدو أن القنافذ التي تحولت الى كلاب مسعورة في وقت من الاوقات، بدأت اليوم تذرف دموع التماسيح وتتودد الى الاخرين أملا في كسب الحب والسماح، لتعيد المياه الى مجاريها متوهمة ان ذلك عليها يسير، معتمدة بذلك على الاتباع القافزين على هذا وذاك ممن ارتضى لنفسه ان يكون رخيصا وضيعا في كل شيء.

وليست المشكلة بتلك الوجوه بقدر ما هي بأنصاف الرجال وأشباه النساء، من الذين تعودوا التملق لكل شيء وفي كل وقت ولأي كان، لانهم لا يعرفون في الحياة سوى التملق لهذا ومسح اكتاف ذاك، أملا في ان ينسى الناس جراحهم، ويصعدوا على اكتاف الاخرين، وان اضطروا فانهم يهبون انفسهم ونسائهم الحاضرات للرقص في محافل الاسياد.
من المخزي والمخجل ان ندعي ما ليس لنا، وان نصور مظلومية زائفة نحاول ان نقنع فيها الاخرين، وننسى حقيقة ما نحن عليه، ومن المشين ان نوظف الاخرين لتمرير ما نريد على الناس، باستخدام القرود الراقصة المتعلقة في كل يوم على غصن جديد التي لا تطالب بشيء سوى ان تكون ذات يوم محترمة، ولن تكون كذلك لأنها فعلا لا تستحق الاحترام، فمن شاهد منا ذات يوم قردا او قردة محتشمة وعورتها غير ظاهرة، بل هي تقفز وتصفق وتهلل لأي كان لا لشيء سوى من أجل حبة موز أو قشرة كرز.
وأرى كما العقلاء ومن فهم اللعبة لكثرة التجارب ان سعي هؤلاء وقردتهم الخاسئة منبوذين عند الله والناس جراء افعالهم وماضيهم الذي حاولوا ان يصوره حافلا بالمظالم، بعد ان حلوا بيعتهم بالسيد سلطان الامس أملا في أن يكونوا بين الناس ثانية لينالوا حظوة عند سلطان جديد، ليعيدوا الحكاية ثانية ويعمدوا الى قتل الاخرين ثانية، بذات سكين الغدر والخيانة الذي تعودوه وعلموه الى قرودهم.
وفي آخر المطاف ليعلم المنبوذون أن حيلهم لن تخدع الاخرين ثانية، سيكون عليكم ان تدفعوا انتم واشباه الرجال وعاهراتكم ثمن أفعالكم، وستجودن اننا لكم بالمرصاد فقد عرفنا مخططاتكم وكشفناها الى الناس أجمعين، ولن يكون لكم بيننا مكان، ولن ترى قرودكم قشور الموز مهما عملتم وفعلتم معا فجرحكم بالناس عميق لن يندمل، وان سعى متسلقيكم والعاهرات الى تلميع واجهاتكم، وأشواك القنفذ لن تكون كالحرير، ودموع التماسيح لن تخدع، ولنا معكم في كل يوم وفعل حديث ولم ننتهي وما يزال ...للكلام بقية...       

هناك تعليق واحد: