الجمعة، 3 مايو 2013

للكلام بقية ... الحب والمجهول



                 تحسين الزركاني


كلنا سمع في حياته عن قصص الحب وما كان يرافقها من أحداث تصور أبطالها وتضحياتهم، وتجسد حجم ما عانوه جراء حبهم، وتصف للناس الالم والعذاب الذي عاشه العاشقين، فبين الحرمان والتقاليد مرة، وبين العذال والحاسدين في أخرى، وبين مخططات المؤامرات التي ينتهجها الميسورين للفوز بمشاعر البطلات ليس من أجلهن ، بل كيداً من تلك المشاعر التي وهبت للمعشوقين في ثالثة.

والغرابة ان الحزن والاحباط وعدم تحقيق أماني العاشقين، كانت سائدة على تلك القصص، التي كان الالم والحسرة صفتها السائدة، وقد يكون كتّاب تلك القصص تعمدوا على ان يكون الحب في كتبهم مصحوبا دائما بالحسرة والحزن والفراق والتضحية والموت، ليجعلوا تلك القصص خالدة في أذهان العاشقين.
والأكثر غرابة من الاول أن العاشقين لم يهتموا ذات يوم بتلك العبر التي صورها كتّاب الحب، بل كانت قراءتهم تجعلهم أكثر تمسكا حين يقرأون عمن سبقهم وما هبوا لمحبوباتهم، من أجل حرفين حملا بينهما كل ما يمكن قوله وسمحا للحروف بتسطير ما لا يمكن عده من كلمات وجمل في وصفه وما يمكن ان يقدم الحبيب الى حبيبه.
حرفان خلقا قبل الوجود وسيستمران الى ما بعده ليبقيا سائدين مع الخلود، والادلة كثيرة والقصص مستمرة مع استمرار الحياة، وللأسف أن هذين الحرفين على الرغم مما يحملانه معهما من الم العاشقين، عجزا في كل مرة على مر التاريخ من ان يجعلا ناطقيهما يعيشان السعادة بعد ان اكتوى بنيرانهما العاشقين، والاكثر غرابة اننا نسمع ان الحب مات أو أن تلك النيران أخمدت متى ما حصلنا على من نحب، ولكن هناك شواذ كما لجميع القواعد في الدنيا، اذ لا يمكن ان نعمم تجاربنا ونجعلها مقاسا لجميع الاشياء، فالحب يعني الامل وأماني الحياة التي على الحبيبين السعي للحفاظ عليها، لا ان يقف احدهما مشككا بنوايا الآخر، بسبب تجارب سابقة او ما قال الآخرين، كيف لحبيب أن يتأكد من مكنون في أعماق قلب حبيبه قبل أن يشعر بما في ذاته وقلبه، كيف يمكن لنا ان نثق بمشاعر احبتنا من غير شعورنا بذات المشاعر لهم، بالتأكيد ان المعادلة ستختلف هنا وسيكون الحلم وهما، وتكون الحقيقة الما ووجعا مصحوبا بانكسار القلوب وهذا ما اراه قادم مع الايام، وقد احمل ثانية حزنا وألما جديدا معي الى مصير مجهول من أجل رضاها لكي أفوز بقلبها، لأعوضها وتعوضني عن ما مضى من الايام، لكنها تبقى أماني.
سأصرخ بحبك فاتنتي يا كل أماني العمر، ان ضمرت مشاعرك سأعيدها اليك بسف الفارس الابيض على جواده كما في احلام الفتيات، وعند ذاك سأمسك أناملك وأقبل يديك راكعا، لأتوج بحبك كما الامراء، ويستمر بل يزداد اليك الحب ما دمت تخافين المجهول وسيكون معك ...للكلام بقية...        

هناك تعليقان (2):

  1. يبقى الحب خالدا بخلود البشر..و مواضيع شتى، يبقى امل نعيش لاجله وبه..زادنا و زوادنا في الحياة..ان لم يفهمه الاخرون فتلك مشكلتهم..ليتعلموا قليلاً او يرسبوا كما يفعل كل فاشل ..
    تحياتي لك و لقلمك ولما تبقى منه :)

    ردحذف
    الردود
    1. انرت المدونة باطلالتك ابنتي العزيزة ليس من فشل او نجاح الا بقلب محب وعاشق دمت رائعة

      حذف