الخميس، 4 يوليو 2013

للكلام بقية ... رحيل الطغاة



تحسين الزركاني

لم يكتفي قادة العرب لغبائهم من الدروس والعبر المتلاحقة التي لا يكاد يفصل بعضها عن الاخر اشهر قليلة، وعلى الرغم من أنهم يعرفون عن شعوبهم جيدا بعد أن عاشوا فيها، ان الصبر مهما طال عندهم سيكون بعده انتفاضة كالأعاصير المدوية، تطيح بكل الاوهام التي نسجها القادة لأنفسهم بسبب دول جعلتهم عملاء من حيث يعلمون أو لا يعلمون أو جراء غبائهم الذي لم يسمح لعقولهم التفكير ومن ثم تدبير الامور لشعوب لا تريد أكثر من حريتها والعيش الكريم.

ومع كل ظالم أو طاغٍ جديد في حكم أي من بلاد العرب تظهر تجربة جديدة وفريدة، تؤكد على أن الظلم لن يدوم ومهما صمت الشعب واستحمل من أجل امن واستقرار البلد سيصل في النهاية الى الانتفاضة ضد حكم المفسدين أيا كانوا متأسلمين أو علمانيين شيوعيين أم رأسماليين، ومع كل ما احدثه الربيع العربي من تغيير على الخارطة السياسية سواء اقتنع بها البعض أم لم يقتنع، فليعلم ويتأكد أن إرادة الشعب تصنع المحال.
وها نحن اليوم نشهد ثاني ثورة شعبية عارمة لم تستثني طفلا أو شيخا شابا وامرأة صحيحا وعليلا، يزحف الجميع نحو ميادين العزة والتحرر من عصر الطغاة المتأسلمين الذين عاثوا في الارض فساداً، ناسين ومتناسين أن الشعب من يختار الطريق والحياة ويقرر المصير لا هم أو أذنابهم وعملائهم، لقد أثبت الشعب المصري اليوم في ثاني تجربة بعصرنا الحديث ليضيف نصره الى الانتصارات الكثيرة التي سجلها في تأريخه منذ بعث الله بالحياة إلى أرض الكنانة، مصر العروبة وأم الدنيا، بعد أن أزاح من وجه الارض حكم مرسي وجلاوزته الذين أثقلوا البلاد بالفاقة والفقر والحرمان من حرية الحياة وكرامتها، فأبى الشباب الابطال أن تنام عيونهم على ذل أو هوان، فانتفضوا مشمرين سواعدهم بحملة أسموها "تمرد" ويالها من حملة وتمرد، سلمية وطنية قومية عربية حرص القائمين عليها على أن لا يكون لون الدم الاحمر حاضراً إلا من أجل أرض مصر الكرامة وشعبها الحر.

فهنيئا لنا بكم لما تركتم من درس قاس قد ينتبه اليه قادة العرب المتجبرين، ويوقظ الشعوب الخانعة من سباتها، لتتعلم من الدرس المجاني كيف تعيش حرة بعزتها وكرامتها، بعيداً عن تسلط الجبابرة الذين صنعوهم وألّهوهم وجعلوهم أربابا ليعبدون، هنيئا لنا حريتكم وطردكم من تحداكم بالأمس متبجحا بخطاب الشرعية الدستورية التي لم يكن يفقه عنها أي شيء بل رددها كما الببغاء دون أن يفقه معناها وصم أذنيه عن دعوات الابطال في ان يخرج عزيزا بدلا من أن يخرج بالقوة ذليلا متخفيا.
شكرا لك حبيبتي يامن علمتني كيف تكون الحرية، أبارك لك حبيبتي فرحتك بأرضك وشعبك، هنيئا لي حبك وقلبك وروحك الطاهرة التي حملت حب الوطن على كفي راحتها تداريه كما تداري فلذة كبدها، فرحتي اليوم بفرحتك، لا تقل عن فرحتي بنصرك ومن حولك، لكنها أكبر لأني امتلكت ذلك القلب والروح والنبض والاحساس والمشاعر أحبك أعشقك وأعبدك.
واليوم السؤال الى من رضي الخنوع والخضوع هل ستبقون نائمين عن اللصوص يا شعب المساكين الذين أفقرتم أنفسكم من كل شيء بأيديكم، أما آن لكم تستبدلون الهة نصبتموهم ووليتموهم أمركم، على الباطل لهم تصفقون أما لديكم عيون بها تبصرون وعقول بها تفقهون؟، فان سكتم عن ذلكم فبئسا لكم، لن أسكت معكم بعد أن مات الخوف في قلبي حين رأيت وسمعت وشاهدت ما يفعل الابطال، وبهم سأقتدي ومن حبي سأفتدي جراحك يا وطني ولم ننتهي بعد فما يزال ...للكلام بقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق