الخميس، 4 يوليو 2013

للكلام بقية...الى صحافيي الديوانية ...معادلة مقلوبة





تحسين الزركاني
لم يمض الكثير من الوقت على الحملة الانتخابية للمرشحين الى الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات، وأغلب المرشحين وضعوا في برنامجهم الانتخابي عدة أبواب الى الصحافيين ومطالبهم، وأجمع معظمهم على اعلان جلسات واجتماعات مجلس المحافظة، ليعرف الناس ما الذي يدور خلف الكواليس والابواب، من خلال صاحبة الجلالة ورجال السلطة الرابعة، الذين كفل لهم الدستور وقانون حقوق الصحافيين الحق في ايصال كل معلومة الى المواطن وهو جالس في منزله.

في المقابل سمعت الكثير من الصحافيين يطالبون بأكثر من مناسبة ان تكون جلسات واجتماعات الحكومة المحلية مفتوحة امام الاعلاميين ونشطاء المجتمع المدني لاطلاع المواطن عليها ليعرف ويراقب من وكله في اموره وصوت له في الانتخابات ليكون له ممثلا داخل مجلس المحافظة أملا في ان يحقق له وللآخرين أحلامهم، واليوم كنت شاهدا على مفارقة غريبة حين حضرت اجتماع مجلس محافظة الديوانية، وتذكرت الأمس القريب وسؤال ذلك الشرطي المسكين لي كل مرة أحضر فيها الى الاجتماع في زمن الحكومة منتهية الولاية (من أنت؟ والى أي فضائية تعمل؟)، ليدخل الى القاعة ويستأذن لي من احد الذين ليس لهم علم او علاقة بالموضوع، ولكن الصدفة والقدر واستعداده على التملق واهداء الرذيلة ليتقرب من احد المسؤولين وضعه في تلك المنزلة التي سيلاحقه عليها التاريخ الى اخر ايام عمره وبعدها، لما فعل، ليرفض او يوافق على دخولي لكن الاغلب كان عدم الموافقة، خوفا من كشف ما كان يدور من مهازل في بعض الجلسات كنت ادونها ساعة خروجي من الاجتماع في كل مرة اكون حاضرا فيها.
واليوم استغربت أمرا يجب ان نقف عنده بجدية بسبب عدم وجود اغلب من كان يطالب بنقل وقائع الجلسات، فأين أنتم يا أصحاب الاذاعات والفضائيات والوكالات والصحف، لماذا لا يتم نقل جلسات الحكومة وقراراتها مباشرة من خلال منابركم التي تصفونها بالساعية الى خدمة المحافظة واهلها، والغرابة ان اليوم واجهني اكثر من سؤال من اكثر من مسؤول!، اين مراسلو الاذاعات لماذا لم يبثوا لنا الجلسات ليعرف الناس ما يجري اليس هذا ما كنتم به راغبون واليه تطلبون، وفاجأني أيضا ان الوجوه ذاتها التي تتواجد في الاجتماعات قليل منهم من يظهر ما يحدث خلالها، وفي الختام دعاني أحد المسؤولين ان اوصل رسالتهم الى الصحافيين لنقل وقائع الاجتماع، أفرحني الطلب واصابني بالذهول بالأمس نحن من يطالب واليوم هم من يطالبون، حقيقة تراها أم ضرب من الجنون أنا أعيش لأرى مثل هذا اليوم، فيا زملاء مهنتي الباب مفتوح امامكم فلا تغلقوه، ولنجعل الناس على اطلاع بما يدور هي رسالتنا وامانة ارتضينا لأنفسنا حملها فأوصلوا ما يدور من البداية الى الناس من حولنا فنحن لهم عين واذن ولسان هذا ما اعرفه، ليبقى صوتنا مسموعاً ولم ننهي بعد فما يزال ...للكلام بقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق