الخميس، 13 فبراير 2014

للكلام بقية ... حقوق الملكية: والسرقة الصحافية



تحسين الزركاني

يبدو أن بعض المؤسسات الصحافية باتت عاجزة عن توفير موادها الخبرية بجميع أبوابها وتصنيفاتها، وبدأت تستسهل سرقة جهد الآخرين وحقهم في ملكية نتاجهم، المستخلص من سنوات الخبرة والتجربة، لتضعه على صفحاتها دون أن تكلف نفسها الاتصال بالكاتب أو المصدر لتعلمه، أو تشير اليهما عندما تنشره كما تفعل المؤسسات العالمية والعربية المحترمة.
وللأسف أن المشهد بدأ يتكرر ويتجاوز حد السكوت، فغياب قوانين تحمي الملكية الفكرية في العراق، لا يعني بأي شكل من الأشكال أن تضيع الأخلاقيات على الأقل المهنية منها، ليكون الوضع فوضويا في سلطة من المفترض أن تراقب وتسهم وتدعم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، وتعوّد  المتلقي على أن يلتزم بالأخلاقيات التي تنادي بها بعض المؤسسات وتضعها شعاراً مؤجل التطبيق، من خلال انتهكها لحق الكاتب والنشر.

ومن المعيب أن تسمح بعض المؤسسات الصحافية لكوادرها، الاعتماد على جهود الاخرين، دون إشعارهم أو الاشارة لهم بموادهم "المسروقة" جهاراً، لعجزها عن تقديم ما يقترب بها من الرصانة، شأنها في ذلك شأن الغراب الذي يبحث عن كل جوهرة تعكس النور فيسرقها، ويذهب دون أن يفكر في دفع الثمن، لعدم إدراكه ما يصنع سوى أنه يحب البريق.
درسنا وتعلمنا وتدربنا منذ أن دب فينا عشق السيدة المبجلة صاحبة الجلالة "الصحافة"، على كلمة (الاخلاقيات)، التي تتيح لمن يلتزم بها الارتقاء والتميز والمقدرة على العطاء، وتسقط كل من يتجاهلها على أم أنفه ولو بعد حين، وما أثارني اليوم تكرار مشهد سرقة بعض المؤسسات الصحافية، جهود الكتاب والصحافيين دون إعلامهم، بل وذهبت الى أبعد من ذلك، فإحدى المؤسسات حذفت أسم الكاتب خالد سليمان من مقاله ونشرته بعنوانه ومضمونه كما خطه دون أن تكلف نفسها حتى إعادة صياغته أو تحريره، والاكتفاء بفكرة الموضوع الذي حمل عنوان (كردستان العراق... الديمقراطية العالقة في الأنفاق) ، على الرغم من أنه نشره في مدونته الشخصية، وعدة صحف ووكالات إخبارية محلية وعربية وأجنبية بتأريخ يسبق نسب تلك المؤسسة المقال اليها، وأستغرب مقدرتها وعدد آخر من المؤسسات، على انتهاج هذا الاسلوب الذي ليس للأخلاقيات المهنية أي صلة به لا من قريب أو بعيد.
وما تتبعه تلك المؤسسات من تجاوز على حقوق الاخرين، يوجب على المشرع العراقي والمنظمات الدولية والمحلية الضغط باتجاه اقرار قانون حقوق الملكية الفكرية، ليضمن حق الأفراد والمؤسسات في نتاجاتهم، ويكبح حمى السرقة في مؤسسات تنهب جهد الآخرين وتهرب دون حساب، وكما قيل (من أمن العقاب أساء الأدب)، فيامن هانت عندكم سرقة الاخرين جدوا في العمل وتعودوا العطاء والتميز، وتمسكوا بالأخلاقيات قولا وعملا، وابحثوا بما يأتي لكم به العاملين عندكم ان لم تكونوا عارفين، قبل أن تتورطوا في دهاليز القضاء والفضيحة التي ستلاحقكم مهما طال بكم الزمن لتكون وصمة عار لن تزاح من جبينكم، لم ننتهي وما يزال ...للكلام بقية...
أحد المواقع التي نشرت للكاتب والصحافي خالد سليمان مقاله الذي حمل عنوان (كردستان العراق... الديمقراطية العالقة في الأنفاق) في 6/شباط/2014.

bit.ly/1gvhUBp


صورة المقال الذي سرق دون ان تتم الاشارة الى الكاتب او موقع النشر، في 10/شباط/2014
 

  

هناك تعليقان (2):

  1. عادي يعني ليش الامانة تتوقف على الجرائد بينما السرقة في كل مكان؟

    ردحذف